شهد العام 2024 للرياضة الجزائرية تقلباتٍ كبيرةٍ بين الإخفاقات والنجاحات، حيث بدأت السنة بنكسةٍ كرويةٍ مُرّةٍ في كأس الأمم الإفريقية، لكنها سرعان ما تحولت إلى احتفالاتٍ بهيجةٍ بالإنجازات الأولمبية والتألق في رياضاتٍ أخرى، ليُسجل الرياضيون الجزائريون حضوراً قوياً في مختلف المحافل الدولية، ويُثبتوا قدرتهم على المنافسة وتحقيق الألقاب.
بدأ العام بإحباطٍ كبيرٍ لعشاق كرة القدم الجزائرية، حيث فشل المنتخب الوطني، الذي يُعتبر الواجهة الرياضية الأولى في البلاد، في تجاوز الدور الأول من كأس الأمم الإفريقية التي أُقيمت في كوت ديفوار، ليُخيّب آمال الجماهير التي كانت تطمح في تكرار إنجاز عام 2019، وقد زاد الطين بلةً رحيل المدرب جمال بلماضي، واستبداله بالمدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي واجه صعوباتٍ كبيرةً في بداية مهمته، كما شهدت تلك الفترة أزمةً بين النجم رياض محرز والمدرب الجديد، تسببت في ابتعاد اللاعب عن المنتخب لفترةٍ قبل عودته لاحقاً.
ورغم هذه البداية المُحبطة، تمكن المنتخب الجزائري من تجاوز آثار “الكان” سريعاً، حيث قدم أداءً قوياً في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025، وتمكن من التأهل مبكراً بعد تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، ما أعاد بعض الثقة للكرة الجزائرية، إلا أن منتخبات الشباب والناشئين لم تُوفق في بطولتي شمال إفريقيا المؤهلتين لكأس الأمم الإفريقية، كما غابت الأندية الجزائرية عن الأدوار النهائية في البطولات القارية للأندية، ما يُشير إلى تراجعٍ على مستوى كرة القدم للأندية.
وفي المقابل، حقق منتخب كرة اليد إنجازاً جيداً بوصوله إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية في مصر، إلا أنه خسر اللقب أمام المُضيف، لكنه ضمن التأهل إلى مونديال كرة اليد 2025، كما فشل المنتخب في التأهل لأولمبياد باريس بعد الخسارة في الملحق المؤهل.
لكن اللحظات التاريخية الحقيقية للرياضة الجزائرية في عام 2024، كانت في أولمبياد باريس، حيث تألقت الملاكمة إيمان خليف، وتوجت بالميدالية الذهبية في وزن 66 كيلوغراماً، وسط تحدياتٍ كبيرةٍ داخل الحلبة وخارجها، لتُصبح رمزاً للإصرار والتحدي، كما حققت لاعبة الجمباز كيليا نمور إنجازاً مماثلاً بتتويجها بالذهبية في جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات، لتُسجل الجزائر حضوراً قوياً في سماء الأولمبياد، وقد تُوج العداء جمال سجاتي بميدالية برونزية في سباق 800 متر.
ولم يتوقف التألق الجزائري عند الأولمبياد، بل امتد إلى الألعاب البارالمبية، حيث حقق الرياضيون الجزائريون إنجازاً تاريخياً بالتتويج بـ 11 ميدالية، منها 6 ذهبيات و5 برونزيات، ليُحققوا أفضل حصيلةٍ في تاريخ مشاركات الجزائر في الألعاب البارالمبية، وقد تألق أبطالٌ مثل عبد القادر بوعمار وإبراهيم قندوز واسكندر جميل عثماني وصافية جلال ونسيمة صايفي، ليُضيفوا فصلاً جديداً من الإنجازات للرياضة الجزائرية.