شدد رياضيون على أن مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، البرتغالي باولو بينتو، لم يستفد من القيمة الفنية الحقيقية للاعبين التي أفرزها دوري أدنوك للمحترفين، منتقدين تلميحات المدرب بتعليق إخفاق «الأبيض» في بطولة كأس الخليج العربي الـ26 على عدم تأجيل الدوري، كأحد أسباب الخروج المبكر من دور المجموعات بالخسارة أمام المنتخب الكويتي 1-2، والتعادل مع القطري والعماني بالنتيجة نفسها 1-1.
وقالوا لـ«الامارات اليوم» إن «الدوري أفرز لاعبين على مستوى عالٍ لم يُحسن مدرب المنتخب الاستفادة منهم بالقدر الذي يتناسب مع حجم المجهودات المبذولة لإقامة مسابقات محلية بجودة عالية كان لها تأثير إيجابي على الأندية المشاركة في بطولتي دوري أبطال آسيا، ولم تظهر آثارها على (الأبيض) بسبب عشوائية بينتو»، على حد تعبيرهم، في إشارة إلى سوء اختياراته للاعبين، وعدم الثبات على تشكيلة «الأبيض».
وأكدوا أن «انتظام مواعيد الدوري أسهم بصورة مباشرة في ارتفاع مستوى معظم أندية ولاعبي الدوري، وطور عقليتهم الاحترافية، وعودهم على اللعب تحت ضغط المباريات المتتالية»، معتبرين أي التغييرات في السياسة الإيجابية الحالية للمسابقات المحلية عودة إلى الوراء.
كوارث بينتو الفنية
من جهته، قال لاعب الوصل وعجمان سابقاً، حسن زهران، إن «مدرب المنتخب بينتو يحاول أن يعلق أخطاءه في (خليجي 26) على شماعة الدوري»، مضيفاً: «الجميع يعرف قوة شخصية هذا المدرب، ولو كان لديه رغبة جادة في تأجيل الجولة الـ10 لبطولة الدوري، فلا أعتقد أن أحداً كان سيرفض له طلباً».
وأضاف: «غرور بينتو جعله يتصور أنه سيذهب لبطولة كأس الخليج ويعود ومعه اللقب، لكنه ارتكب كوارث فنية أضرت بالمنتخب الوطني، وبدلاً من الاعتراف بها ألقى المسؤولية في ملعب الدوري».
وتابع: «أنا ضد فكرة تأجيل بطولة الدوري لأي سبب من الأسباب، فلم نسمع ولم نر أن الدوري الإنجليزي على سبيل المثال تغيرت روزنامته من أجل بطولة أو مباراة يلعبها منتخب إنجلترا، إذ من الطبيعي أن تنتظم بطولة الدوري، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في عشوائية المدرب البرتغالي الذي لا يُحسن اختيار التشكيلة، على الرغم من أننا أصبحنا نملك منتخباً قوياً، بعدما أضيفت إليه عناصر من الحاصلين على الجنسية الإماراتية».
وأوضح زهران: «في حال استمرار بينتو يجب ألا تُترك له الأمور كما كانت في السابق، ولابد من تدخل قوي للجنة الفنية في اتحاد كرة القدم لمناقشته في قراراته، وعملية اختيار اللاعبين على وجه التحديد، فالدوري أفرز عناصر مميزة لا أعرف سبب غياب تأثيرها على المنتخب في المباريات الأخيرة».
قناعات معاكسة
بدوره، قال لاعب الشباب السابق، عيسى عبيد، إن الدوري قدم أكبر خدمة للمنتخب الوطني وللأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا.
وأضاف: «انتظام الدوري يرفع مستوى اللاعبين، ويوسع قاعدة الاختيار أمام المدرب للعناصر التي تُمثله بأفضل صورة ممكنة، لكن مشكلة المدرب البرتغالي أنه لم يُحسن عملية الاختيار، ولديه قناعات معاكسة للشارع الرياضي تماماً».
وأوضح: «المدرب كان لديه أجندة دولية واضحة المعالم، سواء في ما يتعلق بتصفيات كأس العالم أو بطولة كأس الخليج، ولو كان لديه ملاحظات على الأوقات المُخصصة لتجمعات المنتخب الوطني كان يُفترض أن يُبديها قبل وضع روزنامة الموسم الجديد».
وتابع: «من مميزات الدوري عملية انتظامه بصورة جيدة، وجعل الحضور الإماراتي في المحفل القاري مشرفاً للغاية، ولكن مع الأسف المدرب لم يستغل كل ذلك، وإذا كان لا يعلم قدر كرة الإمارات بشكل صحيح فعليه أن يغادر مقعده من الآن، ويتركه لمن يقدره».
وختم: «أشفق كثيراً على اللاعبين الذين لعبوا في المنتخب تحت قيادة بينتو، فهو لم يطور مستواهم، ولم يُعالج أخطاء البعض منهم في المباريات، ولو كان المدرب شخصاً مسؤولاً، وعلى قدر عمله، لكان قد تواصل مع مدربي الأندية لعلاج أي سلبيات أو ملاحظات خلال فترات وجود اللاعبين خارج المنتخب الوطني».
خروج عن المتعارف عليه
بدوره، أكد مدرب المنتخب الوطني السابق لكرة القدم، عبدالله صقر، إن تأجيل الدوري لإعداد «الأبيض» قبل البطولات الدولية أو المباريات الرسمية يعد بمثابة عودة إلى الوراء.
وقال: «استقرار الدوري هو الوضع الطبيعي، وعكس ذلك هو خروج عن المتعارف عليه، لقد كنا في السابق نطالب بمسابقات محلية منتظمة من أجل (الأبيض)، فهل يُعقل أن يخرج علينا مدرب المنتخب الوطني ويُطالب بتأجيل المسابقة، بعدما بدأنا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح؟».
وأضاف: «مسابقة الدوري هي الرافد الأساسي لدعم المنتخب باللاعبين الذين يحتاج إليهم، والتوقف سيضر بمجموعة كبيرة من اللاعبين الباقين، إذ كان يفترض على مدرب المنتخب أن يوفق برمجته الدولية على ضوء الأجندة والروزنامة المحلية».
وتابع: «انتظام المسابقات المحلية يطور عقلية اللاعب المواطن والأجنبي معاً، ويعودهم على اللعب كل ثلاثة أو أربعة أيام، مثلما هي الحال في بقية دوريات العالم، وإذا تحدثنا فنياً، فإن البرمجة السليمة للدوري جعلت نسق الأداء في المباريات يرتفع، والمستوى البدني في تصاعد واضح، وقد قلّت الإصابات العضلية التي كان يشكو منها اللاعبون والأجهزة الطبية في السابق».
وتابع: «كان يُفترض في مدرب المنتخب الوطني أن يكون أكثر حرصاً على انتظام المسابقة دون غيره، لأنه ليس لديه بدائل أخرى لاستدعاء اللاعبين للمباريات الدولية، فمثلاً لا نملك عناصر محترفة في الخارج يُمكن الاعتماد عليها، لهذا يبقى الدوري الوسيلة الأبرز للتنافس بين اللاعبين لنيل شرف تمثيل المنتخب الوطني».
نتائج بينتو في «خليجي 26»
التعادل مع قطر 1-1
الخسارة أمام الكويت 1-2
التعادل مع عمان 1-1
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news