تواصل الحكومة المصرية جهودها لتطوير مختلف قطاعات الدولة وتزويدها بمختلف الخدمات والمرافق ومن بين هذه المشروعات تطوير منطقة “شق الثعبان” التى تسعى الحكومة لتحويلها إلى منطقة واعدة فى مجال تصدير الرخام والجرانيت، وذلك فى ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، للحكومة برفع كفاءة المنطقة، وتطوير شبكة المحاور الرئيسية المحيطة بها وتحسين مختلف شبكات البنية الأساسية لها لتكون صديقة للبيئة ويكون التعامل مع المخلفات الصلبة بشكل آمن للحد من التلوث البيئى، وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات لجميع المصانع والورش القائمة بها.
وفى هذا التحقيق رصد “صدي العرب ” تعقيب عدد من خبراء الاقتصاد والصناعة ونواب البرلمان، حول أهم وفوائد تطوير منطقة شق الثعبان.
فى البداية أكد الدكتور محمد عبدالهادى الخبير الاقتصادى، أن تطوير منطقة “شق الثعبان” وتزوديها بجميع الخدمات والمرافق لتصبح مدينة صناعية متكاملة للرخام والجرانيت” خطوة جيدة، حيث تأتى ضمن استراتيجية الدولة للنهوض بالصناعة، مؤكدا أن الدولة تهتم بقطاع الصناعة لأنها هى المحرك الرئيسى لتنمية الدول وهى الأساس فى الميزان التجارى.
وأضاف “عبدالهادي” أن الصناعة من أهم مصادر تقدم الدول، حيث تنعكس على ارتفاع الاحتياطى النقدى الأجنبى الناتج عن التصدير للخارج وتساهم بشكل كبير فى خفض معدلات البطالة وزيادة معدلات التوظيف، وبالتالى تنقل الدول من دول مستهلكة إلى دول منتجة مما يؤدى إلى ارتفاع الدخل القومى والتى تعتبر أحدى أهم مؤشرات النمو الاقتصادى.
وأوضح “عبدالهادي” أن الهدف من إعادة هيكلة المصانع والمناطق الصناعية وتأهيلها أو إنشاء مصانع جديدة على مساحات كبيرة، هو إعادة شعار “صنع فى مصر” وبالتالى ما تقوم به الدولة من الأهتمام بمنطقة “شق الثعبان” وتطويرها وجعلها من أكبر المناطق الصناعية فى العالم يرجع إلى تطبيق معايير وسياسات الدولة نحو خلق كيانات قادرة على المساهمة فى الناتج المحلى الإجمالى للدولة وبالتالى إعادة تطويرها وهيكلتها.
ولفت “عبدالهادي” إلى أن “شق الثعبان” من أقدم المناطق التى تصنع الرخام فى مصر وتحتوى على عدة مصانع، كما أن موقعها متميز لجلب الرخام الخام من مناطق العين السخنة والسويس والبحر الأحمر وأسوان، لافتا إلى إن الدولة قامت بتقنين المصانع وحاليا تقوم بإعادة هيكلتها من خلال خطه تطوير تلك المصانع وإنشاء مناطق قريبة منها ومن خلال خطة الدولة التى وضعتها لتطوير الصناعة فقد وضعت خطة لجعل منطقة شق الثعبان من المناطق الصناعية العالمية حيث يأتى من خلال بيانات التصدير لعدد 118 دولة وعلى مساحه 1608 فدان.
وقال الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادى، ان اتجاه الدولة المصرية نحو تطوير منطقة شق الثعبان وتحويلها إلى منطقة صناعية كبيرة، يستهدف تعميق الصناعة، مؤكدا ان منطقة شق الثعبان هى منطقة قديمة بدأت منذ الثمانينات فى من القرن الماضى فى تقطيع الرخام وتصديره فى صورتة الخام إلى الخارج فيعود إلى مصر ودول العالم بعد تصنيعه وبالتالى فان مجرد التقطيع وان كان جيد لا يمثل القيمة المضافة الحقيقية التى تمتلكها مصر.
وأضاف” جاب الله” أن منطقة شق الثعبان بها أكثر من 1850 مصنعاً وورشة لتقطيع الرخام يعمل بها بالفعل نحو 50 الف عامل بصورة مباشرة ونحو 100 الف عامل بصورة غير مباشرة ولكن معظم هذه المصانع والورش هى غير رسمية تعمل بصورة غير مشروعة.
وأوضح “جاب الله” أن الدولة المصرية تعمل على تطوير تلك المنطقة حتى تتحول بها من منطقة اقتصاد عشوائى إلى منطقة اقتصاد رسمى تعمل من خلالها على تعميق الصناعة المصرية بأن لا نكتفى بتصدير الرخام خام أو مقطع ولكن يكون هناك مصانع متطورة لتصنيع الرخام وإضافة قيمة إليه حتى يتم تصديرة إلى الخارج بأسعار أغلى وتقديم منتجات رخام إلى الأسواق المحلية تحل محل الواردات بالخارج.
ولفت” جاب الله” إلى أن تحويل المنطقة إلى منطقة صناعية كبرى عن طريق توفير أراضى صناعية وعمل مدارس تدريب وتأهيل للعمالة فى هذا المجال وتقديم الخدمات المتكاملة للمصانع والورش التى يتم توثيق أوضاعها فى هذه المنطقة وصولا إلى منتج مصرى متكامل قادرعلى النفاذ فى السوق المصرية، ويعمل على سد حاجة المصريين من هذه المنتجات بصورة عصرية ومتطورة.
وأشار “جاب الله” إلى أن ما سيحدث فى منطقة شق الثعبان كان قد قامت به الدولة وتم بنجاح مثل ما تم عمله فى مدينة الأثاث فى دمياط ومدينة الجلود فى الرويعى والآن نتحدث عن منطقة الرخام فى شق الثعبان وأن هذه المنطقة جاهزة ان تكون قلعة صناعية عالمية فى صناعة الرخام وما تضيفة إلى الاقتصاد المصرى من قيمة مضافة أكبر بكثير مما تقوم باضافته حاليا فمستقبل هذه المنطقة ممكن ان يكون واعدا بصورة كبيرة بعد انتهاء المشروع الذى بدأت فيه الدولة المصرية فى تلك المنطقة، وبالتالى ستعود بالنفع على الاقتصاد بصفة عامة.
ومن جانبه أكد السيد البدوى أباظة، رئيس شعبة الرخام والجرانيت باتحاد الصناعات المصرية، أن الهدف الأساسى لتطوير منطقة “شق الثعبان” هو رفع حجم الصادرات من 350 مليون دولار سنويا إلى مليار دولار، مؤكدا أن هذا الأمل الذى ينادى به الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث نستهدف للوصول لأكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة.
وأضاف رئيس شعبة الرخام والجرانيت باتحاد الصناعات، إنه يتم العمل حاليًا لتحقيق الراحة للمستثمر فيما يخص بصدور المستندات ورخص التشغيل والسجل الصناعى وتقنين أوضاعه، وذلك لترفع عن كاهل المستثمرين الأعباء كلها، وجعلهم يركزون فى زيادة الاستثمارات والإنتاج والتصدير، مؤكدا انه يجرى العمل لتصبح منطقة عالمية متكاملة الخدمات.
وأشار”أباظة ” إلى أن تذليل العقبات وخلق مناخ استثمارى ملموس الفترة الماضية فى عملية تطوير المنطقة بشكل جدى، فالبنية التحتية للمنطقة اليوم تتغير بالكامل من كهرباء ومياه وصرف صحى ورصف كل الشوارع الرئيسية والفرعية، وربط المنطقة بمحاور جديدة.
فيما قال صابر إمبابى، نائب رئيس شعبة المحاجر والرخام بالغرفة التجارية، أن تطوير وتنمية منطقة شق الثعبان، يستهدف منه تحويلها لمدينة عالمية للرخام والجرانيت، حيث تحولت مخلفات الإنتاج والمصانع إلى مصنع لتدويرها، مؤكدا أنه تم عمل منطقة كبيرة جدا للسيارات وحدث تطوير كبير بها وتحولت لمدينة صناعية.
وأضاف” إمبابى”، أن الصناعة هى مصدر دخل العملة الصعبة وقاطرة الإنتاج فى كل الدول، مضيفا أن هناك طرق تتطور فى المنطقة، وهناك نجاح بها.
وأكد النائب محمود الصعيدى عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، أن توجيهات الرئيس السيسى بشأن تطوير منطقة شق الثعبان، تأتى فى إطار توطين صناعة الرخام والجرانيت والعمل على زيادة قيمة الصادرات منها لمختلف دول العالم بما يوفر مبالغ ضخمة من العملة الصعبة، وينعكس بالإيجاب على معدلات نمو الاقتصاد القومى للدولة.
وأضاف عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، أن القيادة السياسية تولى اهتماما كبيرا بالقطاع الصناعى باعتباره أحد ركائز تحقيق التنمية الشاملة، من خلال العمل على توطين العديد من الصناعات الاستراتيجية محليا حيث يتميز تبنى هذا الإتجاه بمكاسب عدة.
وأوضح “الصعيدى” أن العمل على تطوير صناعة الرخام والجرانيت يسهم فى تشغيل قطاع كبير من العمالة المشتغلين بهذا المجال، مؤكدا أن المستهدف لها أن نكون بوابة للتصدير فى هذه الصناعة.
وأشار” الصعيدى”، إلى أن تطوير منطقة شق الثعبان يعد أحد القرارات الإيجابية التى طال إنتظارها لا سيما وأنها تتميز بإمتلاكها وفرة ومخزون كبير من موارد الرخام والجرانيت، حيث كان من الضرورى استغلالها بشكل أمثل يحقق المنفعة لاقتصاد الدولة، “معقبا”: مستهدف لها أن تكون بوابة للتصدير فى هذه الصناعة.
وقال النائب إبراهيم نظير عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن العمل على رفع كفاءة وتطوير شق الثعبان، بالتأكيد يجعلها منطقة صناعية واعدة بالفرص التصديرية من الرخام والجرانيت، مؤكدا، كنا بالسابق نرسل المواد الخام التى يتم إنتاجها بالخارج ويتم استيرادها مرة أخرى بأسعار خيالية، لذا فإن الإنتاج بشكل كامل محليا ومن ثم التصدير له العديد من المزايا.
وأضاف عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن منطقة شق الثعبان لم يتم تسليط الضوء عليها منذ عقود طويلة خلال فترة الحكومات السابقة، ولم تحظ بإهتمام وتطوير سوى فى عهد الرئيس السيسى فى ظل جهوده لتنمية قطاع الصناعة.
وأوضح “نظير” ان الفترة الراهنة تتطلب وجود إنتاج غزير من الرخام والجرانيت يعمل على تغطية احتياجات السوق المحلى وأيضا زيادة صادرات تلك الموارد، فضلا عن ضرورة منح أصحاب المصانع والورش المزيد من التسهيلات والحوافز.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن هناك الكثير من الموارد والثروات التى تمتلكها الدولة ومنها الرمال البيضاء والسمراء، لذا لابد من العمل على استغلال تلك الموارد.
ويرى النائب نادر الخبيرى، عضو مجلس النواب، ان اتجاه الحكومة المصرية لتطوير منطقة شق الثعبان، يعكس اهتمام القيادة السياسية بتطوير كل الصناعات المختلفة، وجعل مصر رائدة فى صناعة الرخام والجرانيت.
وأضاف”الخبيري” أن تطوير صناعة الجرانيت والرخام سيسهم فى تحسين جودة إنتاج الرخام والجرانيت، وتوفير فائض للتصدير وجعل مصر رائدة فى صناعة الرخام والجرانيت.
وأوضح “الخبيري” أن الدولة المصرية تمتلك الكثير من الثروات الطبيعية مثل الرمال البيضاء والسوداء، ما يستوجب استغلال هذه الثروات فى الصناعات المفيدة التى تسهم فى دعم الاقتصاد الوطنى، وتوفير فرص عمل للشباب.
ولقت عضو مجلس النواب، إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى تولى اهتماما كبيرا بملف الصناعة، وتطوير كل الصناعات لتحويل مصر إلى دولة صناعية مصدرة، وليس مستوردة فى كل المجالات.
وأشار “الخبيري” إلى أنه لأول مرة منذ سنوات طويلة تحظى منطقة شق الثعبان باهتمام القيادة السياسية، وجاء ذلك فى إطار اهتمام الرئيس بتطوير الصناعة لدعم الاقتصاد الوطنى.
وأشاد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، بتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بإعداد رؤية متكاملة لزيادة صادرات منتجات الرخام والجرانيت ضمن مشروع تنمية وتطوير منطقة شق الثعبان، مؤكدا أنها تأتى فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحويلها إلى منطقة متكاملة تحت مسمى “مدينة الرخام والجرانيت”، لتكون صديقة للبيئة، بما يزيد من فرص توطين الصناعات المحلية والحد من التلوث البيئى، ورفع كفاءة المنطقة، من خلال إنشاء قاعدة بيانات لجميع المصانع والورش القائمة به.
وأضاف “أبو الفتوح” أن منطقة شق الثعبان هى إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام فى العالم، وأكبر منطقة صناعية فى الشرق الأوسط، وتستهدف الدولة من عمليات التطوير تحويلها إلى مدينة عالمية فى تلك الصناعة، والوصول بحجم الصادرات من 350 مليون دولار سنويا إلى مليار دولار.
واوضح.”أبو الفتوح ” ان توفير الحوافز اللازمة لها وخلق مناخ استثمارى بحل جميع التحديات، وتسخير الإمكانيات لتعزيز تنافسيتها وتحويلها لمنطقة استثمارية واعدة، لاسيما وأنها تضم 1372 مصنعا وورشة، وتصل نسبة مساهمة المنطقة فى الصادرات المحجرية المصرية إلى نحو 85% للعديد من الأسواق العالمية، كما تحتل المركز الرابع على مستوى العالم من حيث حجم الإنتاج والجودة والعائد.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الدولة المصرية تعمل من أجل توسيع قاعدتها الصناعية ومكانتها الاقتصادية على مستوى الشرق الأوسط، وتعظيم الاستفادة من القدرات المصرية الكامنة باستعادة ريادتها، لفتح أسواق جديدة بالخارج وتعظيم الصادرات ومن ثم توفير العملة الصعبة وزيادة فرص العمل بجانب تحقيق الاكتفاء المحلى وخفض فاتورة الاستيراد.
وأشار “أبو الفتوح” إلى أن الرئيس لا يغفل فى اهتمامه بترسيخ استراتيجية توطين الصناعات، فى العمل على التوجه نحو الاقتصاد الأخضر، وتنفيذ ذلك المخطط فى إطار منظومة صديقة للبيئة بالتعامل مع المخلفات بشكل آمن وعلمى، منوها بأن الرخام والجرانيت من أهم الصناعات الحرفية التى تسهم فى تشغيل عمالة كثيفة، فضلا عن وجود طلب عال عليها محليا ودوليا.