قال الدكتور محمد الخولى مدير معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة،نسعى دائما لتنفيذ استراتيجيات الدولة،فى مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية التى تعصف بجميع دول العالم،للحفاظ على القطاع الزراعى،وتحقيق التكامل فى الأمن الغذائى القومى.
وأضاف قائلا إن« وحدة الاستشعار عن بعد » تعمل على حصر مساحات المحاصيل الاستراتيجية الزراعية بشكل واضح ودقيق، وتوفير البيانات الصحيحة،لصانع القرار باستخدام الأقمار الصناعية.
مشيدا برفع كفاءة المعامل داخل أقسام معهد بحوث الأراضى،من اجهزة غاية فى الدقة يحدث لها تحديث بشكل دوريup to date،عليه يتم ضمان دقة البيانات،والتى يبنى عليها العديد من القرارات،مستبشرا توسيع إلاعتماد فى الأيزو17025 ليشمل بعض التحليلات الكيميائية والطبيعية الخاصة بالتربة.
موضحا الخولى،سعى مصر الدؤوب إلى زيادة المصادرالمائية، وبناء عليه تم إنشاء أكبر محطة مياه فى العالم «ببحر البقر» بطاقة 5,6 مليون متر مكعب يوميًا،من معالجة مياة الصرف الزراعى،بالإضافة إلى محطة «الحمام» بطاقة 7,5مليون متر مكعب فى اليوم وهذه المحطة هى« مستقبل مصر القادم »، وتعد محطة الدلتا الجديدة الأضخم فى العالم، وإلى نص الحوار..
_متى انشئ معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة.. وما الاقسام التى يحويها المعهد بين طياته؟
معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعيةيعد من أقدم واهم المعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية،وتم إنشاءه عام 1903ويحتوى المعهد على 10 اقسام بحثية غاية فى الأهمية يأتى فى المقدمة الاقسام المشاركة مباشرة مع خطة الدولة مثل «قسم خصوبة وتغذية النبات»،ومنوط به عمل ابحاث علمية،الغرض منها البحث بالمقنن السمادى، حيث يوجد العديد من المتغيرات منهااستنباط أصناف جديدة ،وكذلك التغيرات المناخية التى على إثرها يحدث تغير فى المقننات السمادية، وعليه يتم تحديث المقنن السمادى، بشكل دورى للأصناف الجديدة،بالإضافة إلى قسم بحوث «المقننات المائية»وهو قسم هام فى ظل التغيرات المناخية الحالية حيث يتم وضع مقنن مائى أمثل لكل محصول للحد من ملوحة وتدهور الأراضى،وبالتالى الحفاظ على الأمن الغذائى القومى، حيث أن التغيرات المناخية تؤدى إلى ارتفاع فى درجة الحرارة وزيادة البخر مما يزيد من الاحتياحات المائية للمحاصيل،وكذلك زيادة البخر يؤدى إلى ارتفاع ملوحة التربة،ولابد من الأخذ فى الاعتبار تحديد المقننات المائية حسب التغيرات المناخية ،مع مراعاة بيانات الأرصاد الجوية الحديثة،وبالتالى يتم حساب المقننات المائية لكل محصول والاحتياجات الغسيلية أيضا للتخلص من الأملاح الزائدة فى التربة ،وءلك للحفاظ على الإنتاجية المثلى فى التربة وعدم تدهورها للحفاظ على الأمن الغذائى،ييتم وضع مقنن مائى لكل محصول لحجب الملوحة وتدهور الأراضى ومنع حدوث أى تأثير على الأمن الغذائى ،حسب طبيعة التغيرات من ارتفاع درجة الحرارة وزيادة البخر وذلك يسبب مشاكل عدة منها احتياجات الماء للنبات تصبح مرتفعة، وتبخير عالى من الأراضى، وبالتالى يحدث ملوحة للأراضى، ولابد من الأخذ فى الاعتبار تحديد المقننات المائية حسب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وأخذ بيانات الأرصاد الجوية الحديثة وبالتالى يتم حساب المقننات المائية لكل محصول،والاحتياحات الغسيلية أيضا للتخلص من الأملاح الزائدة فى التربة، وذلك للحفاظ على الإنتاجية المثلى للتربة وعدم تدهورها ،للخفاظ على الأمن الغذائى ،ويعد «قسم حصر وتصنيف الأراضي»،من الأقسام المشاركة فى خطة التوسع الأفقى للأراضى ،وذلك بالمشاركة الفاعلة مع هيئة التعمير ومركز بحوث الصحراء والجامعات المصرية،حيث يقوم بدراسة الأراضى القابلة للأستصلاح والاستزراع وتحديد درجة صلاحيتها،ويوجد اقسام اخرى مثل« الميكروبولجى، وبحوث البيئة، والملوحة والقلوية،والصرف الحقلى، وقسم الأراضى الرملية والجيرية وتحسين وصيانة الأراضى وطبيعة وكيمياء الأراضي».
_ما المنوط به معهد بحوث الأراضى والمياه؟
معهد بحوث الأراضى والمياه يقوم من خلال لجنة المخصبات الزراعية بفحص وتسجيل الأسمدة المتداولة،بالإضافة إلى الرقابة على الأسمدة المتداولة ،والرقابة عليها من خلال لجنة من الإدارة العامة لتحسين الأراضى والمعمل المركزى للأغذية والأعلاف،لدراسة مدى مطابقتها مع شهادة التسجيل، وذلك يتطلب معامل على درجة كبيرة من الكفاءة، والدقة ،حيث ان معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة،يضم معامل معتمدة،« الايزو 1725»،فى جميع العناصر السمادية «كبرى وصغرى وثقيلة».
_ حدثنى عن خطة المعهد لتطوير جودة المعامل وكيفية رفع كفاءة الباحثين والمتخصصين فى مجال تحليلات الأسمدة والمخصبات والتربة والنبات والبيئة؟
بداية أشير إلى أن الأجهزة الموجودة بالمعامل جميع حديثة up to date غاية فى الدقة يحدث لها تدقيق بشكل مستمر من قبل معهد القياس والمعايرة،وبالتالى يتم ضمان كفاءة الأجهزة،وكذلك يتم رفع كفاءة الباحثين من خلال دورات تدريبية عالية متخصصة فى مجال الايزو والمعامل والمراجعة الداخلية وحسابات الايقين بشكل مستمر.
_كيف يقدم المعهد الدعم الفنى للمزارعين لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من وحدتى “الأرض والمياه”؟
للإجابة عن السؤال لابد فى البدايةمن الحديث فى شقين الأول_ المُزارع بصفة مباشرة،حيث يوجد فى المعهد وحدة أو مكون التحليل والدراسات منوط به حل جميع المشكلات التى تواجه المُزارع،من خلال عرض المشكلة على الباحثين المتخصصين فى هذا المكون،على سبيل المثال حال مواجهة المزارع بمشاكل فى طبيعة الأرض يقوم على الفوربأخذ عينة من خلال باحثى المعهد وعمل تحليل كامل للعينة ونبدأ فى توجيهه بحل جميع المشكلات التى تواجهه وعمل برنامج لذلك،على سبيل المثال انخفاض العناصر الغذائية بالتربةوتملح الأراضى،وارتفاع نسبة كربونات الكالسيوم الموجودة بالاراضى،خاصة اراضى الاستصلاح الحديثة لرفع خصوبة الأرض من خلال التسميد،وحل جميع المعوقات التى تقف حائلا عن تحقيق أعلى إنتاجية واستفادة ممكنة من وحدتى “الأرض والمياه” للمزارع و الشق الثانى الخاص بالمستثمر وتتحرك لجنة خاصة من مكون التحاليل والدراسات لعمل حصر تفصيلى للأرض،ويوصف القطاع وصفا مورفلوجيًا، ويقوم بسحب العينات والتوجه بها إلى معامل التحليلات الكيميائية والعناصر الغذائية والملوحة والقلوية وما إلى هذا،وعليه يأخذ المستثمر تقرير كامل عن كيفية استصلاح واستزراع هذه النوعية من الأراضى،وتحديد التركيب المحصولى الأمثل ،ويتم عمل برنامج تسميدى متكامل بناء على نوعية الأرض واحتياجات النباتات من عناصر غذائية كبرى وصغرى، ونوعية المياه، وتوجية المزارع إلى الأصناف الصالحة للزراعة بهذه النوعية من الأراضى .
_ما مهام مكون تدويرالمخلفات الزراعية بالمعهد والغرض منها؟
يساهم هذا المكون فى تدوير بقايا المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها فى شكل كمبوست،ويتم التعاون مع الإرشاد الزراعى لعمل ندوات وحملات تجوب جميع محافظات الجمهورية،للتوفير فى استخدام الأسمدة المعدنية،وذلك لتحسين جودة المنتج،وكذلك خواص الأرض الطبيعية والكيميائية،ويتم تدريب المزارع على كيفية عمل الكمبوست والوقت الكافى للتخمير الهوائى لحين وقت النضج،مماويساهم فى ترشيد استخدام الأسمدة الكيميائية وخاصة النيتروجينية.
ما هو منتج “سويري” وكيف يمكن الاستفادة منه؟
يوجد بالمعهد مكون الأسمدة الحيوية ومن مهامه انتاج أسمدة حيوية تتلخص فى تحويل العنصر الموجود فى التربةمن صورة غير ميسرة إلى اخرى ميسرة لأخرى ففى أراضى الدلتا يوجد الفسفور الكلى بصورة مرتفعة فى الاراضى،ولكن فى صورة غير ميسرة للنبات،فلتبد من تحويله إلى صورة ميسرة لإمتصاص النبات،فيتم إضافة بعض الأسمدة الحيوية،ومنها منتج «سويرى »، وهوا عباره عن مجموعه من البكتيريا تضاف إلى التربة وتقوم بتحويل الفسفور الموجود بصورة كلية وتحويله إلى صورة ذائبة،يستطيع النبات امتصاصه،وكذلك بكتيريا خاصة بإذابةالبوتاسيوم، وتثبيت النيتروجين الجوى، وهذا من شأنه توفير حوالى من 20:25% من الأسمدة الكيميائية فى الأراضى القديمة و15,% من الأراضى الجديدة.
_لكل قطاع إنجازات فما هى إنجازات معهد بحوث الأراضى والمياه لعام 2023؟
_تم مد إعتماد العناصر المعدنية «الكبرى والصغرى والثقيلة »الخاصة بتحليلات الأسمدة المعدنية من قبل المجلس الوطنى لإعتماد «الايجاك»
_نقترب من إنهاء تحديث المقننات المائية الموجودة بمصر وخاصة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية،لدواعى التغيرات المناخية.
_نتحرك بشكل سريع أيضا لعمل قاعدة بيانات خاصة بخصوبة التربة وذلك لأراضى الوادى والدلتا ،وكذلك يتم عمل تحديث بيانات وكذلك يتم عمل تحديث لهذه البيانات كل ثلاثة أعوام.
_وحدة الاستشعار عن بعد تعمل على تحقيق الأمن الغذائى للمواطنين ..كيف تفسر ذلك؟
يتم من خلال الاستشعار عن بعد استخدام صور الأقمار الصناعية لعمل حصر لمساحات القمح المنزرعة فى مصر، وعمل حصر لمساحات الأرز ويتم رفع ذلك إلى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى،وعليه يتم معرفة الإنتاجية المتوقعة من خلال لجنة الشئون الاقتصادية بالوزارة،وبالتالى يتم تحديد حجم الإنتاج الفعلى من القمح والأرز،كما ان مكون الاستشعار عن بعد، له دور هام أيضا فى عمل خرائط التربة،مثل خرائط خاصة بملوحة الأراضى،وتوزيع كربونات الكالسيوم والعمق الفعال،وذلك فى أراضى التوسع الأفقى..
_ما مدى تعاون معهد بحوث الأراضى والمياه مع المنظمات الدولية؟
يتعاون معهد بحوث الأراضى مع العديد من المنظمات الدولية منها منظمة «الفاو والايكاردا والاتحاد الأوروبي»،ونحن الآن فى صدد عمل بروتوكول تعاون بين إحدى جامعات الصين،من أجل التعرف على آخر المستجدات فى التقنيات الحديثة لمعالجة لملوحة التربة، والداعم لهذه الدراسة منظمة الايكاردا،لإدخال تقنية حديثة من شأنها الحد من ملوحة التربة،ويعدذلك خطوة استباقية من الدولة لمجابهةالتغيرات المناخية،والحفاظ على الأمن الغذائى القومى والعالمى.
_هل ترقى المخصبات المتداولة بالأسواق والمنافذ مع مستوى الإنتاج المصرح به من قبل وزارة الزراعة؟
بالتأكيد،حيث تقوم لجنة المخصبات الزراعية،بفحص جميع الأسمدة المتداولة،وضمان مدى مطابقتها للمواصفات والمعايير الدولية والمحلية،ومن ثم يتم تسجيلها،وبالتالى جميع الاسمدة المتداولة آمنة طالما تم تسجيلها.
_كيف تؤثر البيئة على القطاع الزراعى؟
البيئة تغيرات مناخية وتأثيرها يقع على التملح وبالتالى تحدث تأثيرعلى الأمن الغذائى لو لم يتم إتخاذ إجراءات استباقية، ولكن بفضل الله وبفضل التوجيهات الرشيدة من القيادة السياسية تم اتخاذ جميع الإجراءات الاستباقية فى هذا الصدد لمجابهة أثر التغيرات المناخية على العملية الزراعية،بالاضافة إلى إنه تسعى مصر دائما إلى زيادة مصادر الدخل المائى، حيث تم إنشاء أكبر محطة مياه فى العالم «ببحر البقر» بطاقة 5,6 مليون متر مكعب فى اليوم،من معالجة مياة الصرف الزراعى،ويكمن دور معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة بعمل تحليلات لكل ذلك،والمياة تصبح آمنة تماما من حيث الملوثات الكيميائية والبيولوجية،إضافة إلى مصرف« المحسمة » بطاقة مليون متر مكعب يوميا،وشاركنا كمعهد متخصص بالتحليلات،بالإضافة إلى محطة «الحمام» بطاقة 7,5مليون متر مكعب وهذه المحطة هى« مستقبل مصر أو الدلتا الجديدة».
_ما اهم اسباب ملوحة التربة..وطرق معالجتها؟
التغيرات المناخية تؤدى إلى ارتفاع درجة الحرارة وتؤدى إلى زيادة درجة البخرمن سطح الأرض وبالتالى مع زيادة التبخير تزداد الملوحة فى الأرض، والاستخدام المكثف وزيادة التكثيف الزراعى فى مصر،واستخدام الأسمدة المعدنية بشكل عشوائى غير مدروس،يؤدى إلى زيادة الأملاح الموجودة فى الأرض، وسوء الصرف الموجود فى بعض الأراضى خاصة الأراضى القديمة.
بالإضافة إلى ما سبق من إرتفاع درجات الحرارة وزيادة التملح،يوجد تحديات فى استصلاح الأراضى الحديثة،والتى من شأنها ازدياد ملوحة التربة،وهى العمق الفعال «وحود طبقات صماء على اعماق أقل من 50سم،وكذلك استخدام مياة منخفضة الجودة فى الزراعة.
وتتم المعالجة بعمليات الغسيل،وكذلك إضافة بعض المحسنات الأرضية واستخدام الأسمدة المعدنية ذات الدليل الملحى المنخفض مع الاهتمام بالتسميد الحيوى والعضوى.
ويتم إضافة الجبس الزراعى خاصة فى الأراضى ثقيلة القوام وذلك لتحسين خواص التربة الطبيعية والكيميائية،بالإضافة إلى الإسراع من عملية غسيل الأملاح، ويجب الأخذ فى الاعتبار الاحتياجات الغسيلية فى حساب المقننات المائية لهذه النوعية من الأراضى،وكذلك حساب كفاءة الرى لهذه الأراضى.
_ما مستقبل النانو تكنولوجى على العملية الزراعية من حيث الأسمدة؟
تحتاج المزيد من الدراسات،خاصة للأمان الحيوى لهذه المركبات، وإلا الآن لم يتم اعتمادها بدول الأتحاد الأوروبى،ولكن تم استخدامها بحذر فى بعض الولايات بأمريكا والهند.