ورش عمل تعليمية في «سكيل لاب» سعيد الهاشمي.. تجربة في صقل الفنون والمهارات اليدوية – وكالة يمن للأنباء

عبر ورش فنية تعمل على صقل المهارات في مجالات متعددة، ومنها النجارة وحياكة السجاد وصناعة الشموع والمنتجات التجميلية وغيرها، انطلق معهد «سكيل لاب»، في دبي.

بدأت فكرة المشروع، الذي أسسه سعيد الهاشمي مع زوجته، من خلال ورش بسيطة تتيح صقل المهارات في مجالات حرفية من أجل الاستفادة منها في الأعمال المنزلية البسيطة. وتطوّرت الورش والمنهاج الموضوع لها، لتصبح أكثر احترافية، حيث بات يمكن للمنتسبين لها الاستفادة من هذه المهارات والحرف من أجل الانطلاق بها في عالم سوق الأعمال، وتكوين مشاريعهم الصغيرة.

حكاية زوجين مبدعين

حكاية خاصة ذات طابع عائلي، حملتها انطلاقة مشروع «سكيل لاب»، استهل بها سعيد الهاشمي، حديثه مع «الإمارات اليوم»، وقال: «أطلقت هذا المشروع مع زوجتي في عام 2017، وقد واجهت بعض التحديات خلال جائحة كورونا، وهي الفترة التي تزوجنا فيها، وعملنا في هذه المرحلة على تطوير المشروع معاً، حتى أصبح معهداً تعليمياً للمهن الحرفية، ومن بينها النجارة، والسيراميك، والخياطة وكذلك منتجات التجميل، وكل ما يرتبط بالصناعة اليدوية التي نسعى إلى تقديمها». وأضاف الهاشمي «لدينا حتى اليوم أربع ورش عمل تدريبية أساسية، ومنها العطور والشموع وحياكة السجاد، ولكن ورشة النجارة هي الأكبر، لأنها تتيح تصميم وإنتاج قطع أثاث صغيرة، بدءاً من الرفوف وصولاً إلى الطاولات والكراسي، فضلاً عن ذلك لدينا ورش التدريب على الباريستا».

البركة

يحمل المشروع السمة العائلية، ويلفت الهاشمي إلى أن هذا ما يجعله غالباً ما يحمل صفة البركة، كما أنه مصدر لبث الأجواء الإيجابية في المنزل وفي العمل على حد سواء، موضحاً تفاصيل دخوله المشروع الذي أطلقته زوجته قبل سنوات من زواجهما، وحين تزوجا في 2020، كانت جائحة كورونا قد تسببت في وجود العديد من التحديات في متابعة العمل، فلجأ إلى مساندتها من أجل تكبير المشروع. وأشار إلى أنه خلال جائحة كورونا كان هناك الكثير من التحديات ومنها الحضور الشخصي، ما دفعهم إلى تقديم ورش عمل عن بُعد، وهي التي أسهمت إلى حد كبير في نشر ثقافة العمل اليدوي في المنزل.

الحِرَف البسيطة

ويلفت الهاشمي إلى أن المشروع بدأ بالمهارات البسيطة جداً، إذ كان منهاج المعهد يقوم على البرامج المختصة بالحرف البسيطة، التي تركز على الأفكار المساعدة في المنزل، موضحاً أن هذا المعهد يجذب العديد من الفئات العمرية، بدءاً من الصغار من سن خمس سنوات وصولاً إلى الكبار، لأن أهداف الذين يحضرون إلى المعهد تتمثل في تنمية شغف ما بداخلهم، ولهذا لوحظ أن الأهالي يشاركون في بعض الورش مع أبنائهم، موضحاً أن أغلبية الورش التي يقدمها المعهد تقوم على فكرة إعادة التدوير، إذ يتم الحرص على إعادة التصنيع من المواد التي يتم استخدامها في العمل، وذلك بهدف الاستفادة من كل إيجابيات الورش، ثم تختتم الورش بتعليم المشاركين كيفية ترويج وتسويق المنتجات التي ينتجونها.

شكل أكاديمي

يشهد قطاع التعليم والورش الكثير من المنافسة في دبي، ويشير الهاشمي إلى أن المنافسة جميلة، ولكن التحديات الأساسية في المجال، هي أنهم حريصون على دخول المجال التعليمي بحيث يمكن للطلاب تعلم المهارات والورش بشكل أكاديمي، موضحاً أن المتعب في العمل هو خلق منهجية لتقديم المهارات والحرف، إذ يتم وضع جدول على مدى أيام متعددة تتيح تعلم إنتاج كل قطعة، مشدداً على أنه يطمح إلى إدخال هذه المناهج التي يتم ابتكارها في القطاع التعليمي، حباً في المجال التعليمي، وذلك من أجل منح الأشخاص الفرصة للعمل اليدوي. واعتبر أن إدراج هذه الحرف ضمن المنهاج التعليمي، يتيح للطالب تعلم الحرف من جهة، وكذلك وضع طاقته في الإنتاج من جهة أخرى، ما يرفع الجانب الإبداعي لديه، لاسيما أن بعض المهارات خصوصاً المتعلقة بإنتاج الطاولات والكراسي تحمل الجانب الهندسي. وأكد الهاشمي أن من التحديات التي يواجهها هي إقناع الجيل الشاب والصغير المعتاد على التكنولوجيا واستخداماتها، والذي قد يكون من الصعب جذبه إلى الورش والاستغناء عن عالم الألعاب والتكنولوجيا، ولكنه قادر على طمأنتهم بأنه حين يدخل المرء إلى الورشة، ينفصل عن العالم الخارجي والتكنولوجي، ويندمج في الإنجاز الذي يقوم به، وهذا يقود إلى زيادة الأفكار البناءة والإبداعية.

المهارات الشخصية

وأكد الهاشمي أن العمل اليدوي يبني الكثير من المهارات في الشخصية، فهو يزيد من الثقة بالنفس، وكذلك يُدرّب على الصبر خلال الإنجاز، فضلاً عن امتلاك المهارات وهو ما يُعد من الأمور المتميزة لأنها ستبقى مع المرء مدى الحياة.

يُذكر أن «سكيل لاب» شارك في العديد من الفعاليات ومنها «سوق المزارعين»، كما كانت له مشاركة في «قصر الحصن» في أبوظبي، ولفت الهاشمي إلى أن هذه المشاركات قد جذبت الكثير من الحضور، خصوصاً أنه تم عرض قطعة من السجاد وأتيحت للجمهور فرصة تعلم حياكتها.


توجه نحو الاستدامة

يعد مبدأ إعادة التدوير والاستدامة في الورش من المعايير الأساسية التي يقوم عليها العمل في «سكيل لاب»، ويوضح سعيد الهاشمي أن المواد التي يتم استخدامها بالورش فيها الكثير من المواد التي تصنف كمواد مستدامة وصديقة للبيئة ومنها السيراميك، والخشب المعاد تدويره، فيما يتم التعاطي مع بقايا المواد في صناعة منتجات جديدة. وأكد وجود توجه نحو الاستدامة بشكل كامل، ولكن هذه الخطة تحتاج إلى وقت أطول كي تطبق، موضحاً أن هذا التوجه يخلق الوعي لدى المشاركين في الورش حول مفهوم الاستدامة، وبالتالي سيطبقونه في حياتهم.

. كثيرون يحضرون إلى المعهد لتنمية شغف ما بداخلهم، وبعض الأهالي يشاركون في الورش مع أبنائهم.

. العمل اليدوي يبني المهارات الشخصية، ويزيد الثقة بالنفس، ويُدرّب على الصبر.

. الجيل الصغير والشاب، المعتاد على التكنولوجيا، قد يكون من الصعب جذبه إلى الورش والاستغناء عن عالم الألعاب التقنية.

. في واحدة من فعالياتنا عرضنا قطعة من السجاد، وأتحنا للجمهور فرصة تعلم حياكتها.


تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


close