الرئيس السيسى يستقبل نظيره البرازيلى لولا دا سيلفا فى القاهرة – وكالة يمن للأنباء

 تزامنًا مع مرور ١٠٠ عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وصل الرئيس البرازيلى لولا دا سيلڤا، الخميس الماضى، إلى القاهرة واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى قصر الاتحادية وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بوصول الرئيس البرازيلى، وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية حيث عزفت الموسيقى السلام الوطنى للبلدين.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن المباحثات الثنائية مع الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا تأتى بمناسبة مرور 100 سنة على العلاقات الثنائية بين البرازيل ومصر. ووجه الرئيس السيسى الشكر للرئيس البرازيلى على الإرادة الحقيقية التى عكستها المباحثات لتطوير العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات، مؤكدا أنه تم الاتفاق على تطوير العلاقات بين مصر والبرازيل فى المجالات المختلفة.

وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيسالبرازيلي”لولا دا سيلفا” توقيع عدد من الاتفاقيات بين مصر والبرازيل

حيث وقع وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور محمد أيمن عاشور ونظيرته البرازيلية لوسيانا بربوزا – بحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسى والبرازيلى لولا دا سيلفا بقصر الاتحادية – مذكرة تعاون فى مجالات البحث والتكنولوجيا والخدمات التعليمية.

كما وقع وزير الزراعة والاستصلاح الزراعى السيد القصير مذكرة أخرى مع السفير البرازيلى فى القاهرة بولينا فرانكو للتعاون فى مجال استيراد اللحوم.

وتأتى زيارة الرئيس البرازيلى تلبية لدعوة رسمية من القيادة السياسية المصرية، تزامنا مع الاحتفال بمئوية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره البرازيلى ” لولا دا سيلفا “

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه اتفق مع الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا على ضرورة إيقاف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات بأكبر حجم ممكن، والحفاظ على أرواح المدنيين، مشددا على أهمية الحل سياسى بإطلاق مرحلة ما بعد الحرب، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب الرئيس السيسى – خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره البرازيلى بقصر الاتحادية بالقاهرة – عن تقديره لشخص الرئيس لولا دا سيلفا.. وقال: “التقدير والاحترام لشخصكم، فأنتم شخصية عظيمة تحظى بتقدير الشعب البرازيلى الذى منحكم ولاية رئاسية ثالثة بوصفكم شخصية ملهمة لدى البرازيليين والعالم”.

وأضاف: “إننا نحتفى بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الثنائية بين مصر والبرازيل”، منوها إلى أهمية تطوير العلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والصناعية والزراعية”

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن المباحثات الثنائية مع الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا تأتى بمناسبة مرور 100 سنة على العلاقات الثنائية بين البرازيل ومصر.

ووجه الرئيس السيسى الشكر للرئيس البرازيلى على الإرادة الحقيقية التى عكستها المباحثات لتطوير العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات، مؤكدا أنه تم الاتفاق على تطوير العلاقات بين مصر والبرازيل فى المجالات المختلفة.

وتابع “أن الرئيس دا سيلفا شخصية عظيمة.. فخلال فترة حكم البرازيل لأكثر من 120 سنة لم يحقق الشعب البرازيلى اختيار ولاية ثالثة إلا للرئيس دا سيلفا، وهو ما يعكس شخصيته الملهمة والمقدَرة، والتى لها مكانة عظيمة لدى شعب البرازيل والعالم”.

ونوه السيسى إلى أن مباحثاته مع الرئيس البرازيلى سيتم استكمالها خلال زيارته للبرازيل لحضور مؤتمر مجموعة العشرين (G20) .. موضحا أنه تم أيضا الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة على أعلى مستوى بين البلدين لتنسيق موضوعات التعاون والأهداف التى سيتم تحقيقها من خلال تلك اللجنة.

وأوضح الرئيس أن “المباحثات الثنائية عكست التوافق بين البلدين فى المجالات المختلفة، وفيما يخص القضايا الدولية، حيث تم التوافق على أهمية إيقاف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمسجونين، وإدخال المساعدات للقطاع بأكبر حجم ممكن؛ حفاظا على أرواح المدنيين، ووصولا إلى إطلاق مرحلة ما بعد الحرب، من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس”..منوها بأن البرازيل من الدول التى اعترفت بالدولة الفلسطينية.

وجدد الرئيس السيسى فى ختام كلمته بالمؤتمر الصحفى الترحيب بالرئيس البرازيلى ووجوده فى مصر وإرادته السياسية فى تطوير العلاقات بين البلدين

وقال السيسى إنه من المقرر أن يزور البرازيل خلال قمة العشرين فى مدينة ريو دى جانيرو عام 2024، مشيراً إلى الاتفاق مع الجانب البرازيلى على “تشكيل لجنة لتنسيق موضوعات التعاون والأهداف التى ستتحقق من خلالها”. ولفت إلى أن المباحثات الثنائية عكست مستوى التوافق بين الجانبين فى مجالات عدة.

من جانبه، قال الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا إن المؤسسات متعددة الأطراف غير قادرة على حل الصراعات الدولية، وانتقد الإجراءات الإسرائيلية فى غزة.

وأضاف خلال المؤتمر الصحفى المشترك: “سلوك إسرائيل (فى غزة) ليس له تفسير، فهى تقتل النساء والأطفال بحجة قتال حماس”.

ولفت إلى أنه لن يكون هناك سلام بدون إقامة دولة فلسطينية، ودعا إلى وقف فورى لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتطرق الرئيس البرازيلى إلى تجربة مصر فى استضافة مؤتمر COP 27 فى مدينة شرم الشيخ عام 2022، قائلاً: “نسعى للاستفادة من التجربة المصرية فى هذا المجال خلال استضافتنا لمؤتمر (COP 30) عام 2025”.

وأكد لولا دا سيلفا، دعم مبادرة مصر لمنطقة خالية من السلاح فى الشرق الأوسط، ولفت إلى أن البرازيل تملك “الغاية ذاتها فى القارة الأميركية”.

وأضاف: “نعول على مصر فى مجموعة العشرين، خصوصاً من خلال التحالف الدولى ضد الجوع والفقر والتعبئة الدولية ضد تغير المناخ”.

وتابع: “فى إطار تحالف البريكس نعمل على بناء السلام خصوصاً فى حماية البلدان النامية، فهى فرصة سانحة للدول للمساهمة فى تنمية دول نامية. ونهتم بتنمية الاستثمار بين دول البريكس، ودخول مصر يعد فرصة سانحة لدخول الدول النامية للتحالف”.

وعلى صعيد التبادل التجارى بين مصر والبرازيل، قال لولا دا سيلفا: “نحتفل بالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، واليوم تهدف زيارتى إلى تعزيز العلاقات بين البرازيل وبلدان إفريقية، بينها مصر”.

وتابع: “ناقشنا الإجراءات التى من شأنها أن تجعل العلاقات بين بلدينا تنمو وتتوسع فى المحافل المتعددة، واقترحت الارتقاء بالشراكة إلى شراكة استراتيجية قوية وكبيرة، فى مجالات الدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة”.

وأضاف: “مصر هى الشريك الثانى لنا فى إفريقيا، حيث بلغ حجم التبادلات التجارية بيننا ملياريْ دولار، ويمكن أن نبرم اتفاقاً لتسهيل التبادلات بين بلدينا، ووقعنا بالفعل اتفاقات فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والزراعة، وفى المجال الجوى أيضاً”.

واعتبر الرئيس البرازيلى أن حجم المبادلات “قليل” بالمقارنة بحجم البلدين، قائلاً: “نريد بناء علاقة تجارية تفيد الدولتين.

وتأتى الزيارة فى ضوء عضوية البلدين فى مجموعة “بريكس”، بالإضافة إلى رئاسة البرازيل لمجموعة الـ 20 لهذا العام ودعوتها لمصر للمشاركة كضيف فى اجتماعات المجموعة.

وتكتل بريكس يضمّ دولاً ذات اقتصادات صاعدة كانت تتكوّن فى السابق من 5 فقط هى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وتعد مصر ثانى أكبر شريك تجارى للبرازيل فى إفريقيا، إذ وصلت التجارة بين البلدين فى عام 2023، إلى 2.8 مليار دولار (489 مليون دولار من المنتجات المصرية التى تستوردها البرازيل، و1.83 مليار دولار من المنتجات البرازيلية التى تُصدر).

كما أصبحت مصر عضواً فى مجموعة البريكس عام 2024، وستشارك فى مجموعة الـ 20 بدعوة من الحكومة البرازيلية التى تتولى رئاسة الكتلة حتى ديسمبر المقبل.

وتتجه التجارة بين البلدين إلى الزيادة خلال السنوات المقبلة، بعد افتتاح السوق المصرى أمام العديد من المنتجات البرازيلية فى عام 2023، مثل الأسماك والمنتجات السمكية والدواجن والقطن والموز والجيلاتين والكولاجين.

ومن المنتظر أن توافق الحكومة المصرية قريباً على إنشاء مسالخ جديدة فى البرازيل، بما يعزز صادرات لحوم الأبقار. كما سيتم مناقشة فتح خط جوى بين البرازيل ومصر يربط ساو باولو بالقاهرة.

وتعد زيارة لولا دا سيلفا الثالثة لرئيس البرازيل إلى إفريقيا منذ عودته إلى السلطة فى يناير 2023، وفقاً لوزارة الخارجية البرازيلية.

وقال الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، إن إسرائيل تنتهك كل القرارات التى يتم اتخاذها من طرف الأمم المتحدة.

وأضاف لولا دا سيلفا، خلال المؤتمر الصحفى : “تحدثت مع الرئيس السيسى وشكرته لتضامنه مع إجلاء مواطنينا البرازيليين الذين كانوا عالقين فى قطاع غزة وساعدونا عن السفارة فى مصر وقمنا بإجلاء حوالى 2000 شخص وضمان عودتهم بسلام إلى البرازيل”.  

وتابع “يسعدنى أن أعود إلى القاهرة بعد مرور 20 عاما بعد زيارتى كأول رئيس برازيلى يزور لمصر، وأعود الآن للاحتفال بالذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية وأنا الرئيس الأول الذى زار لبنان وبلدان أخرى من الشرق الأوسط”.

وأشار إلى أن زيارته لمصر تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البرازيل وبلدان أفريقيا والشرق الأوسط، وتلعب العلاقات مع مصر دورا هاما وفريدا فى هذه الاستراتيجية.

وأجرى الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا وقرينته، جولة فى منطقة الأهرامات الأثرية، رافقهم فيها وزير السياحة السابق الدكتور خالد العنانى مرشح مصر لمنصب مدير اليونيسكو.

وكتب الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، منشورا عبر حسابه على منصة «إكس» مصحوب بصور من الزيارة، قائلا: «خلال زيارة القاهرة، توقفنا عند تمثال أبو الهول وأهرامات الجيزة، هذا الموقع الأثرى العظيم للبشرية، الذى تم بناؤه منذ آلاف السنين، كما زرت المتحف المصرى الكبير والذى سوف يتم افتتاحه قريبا».

ولقى منشور الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، تفاعلاً كبيرا بين مؤيديه الذين أشادوا بعظمة الحضارة المصرية، كما نشر بعضهم صورا نادرة للأهرامات وأبو الهول والزى الفرعونى القديم.

فيما أعرب البعض الأخر عن تطلعهم لزيارة مصر ورؤية آثارها والتعرف على المزيد بشأن الحضارة المصرية القديمة.

ومن جهتها، كتبت السيدة جانجا لولا دا سيلفا، قرينة الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، عبر صفحتها الرسمية على موقع «إكس» بشأن الزيارة، قائلة: «بعد أكثر من 12 ساعة من السفر، نزلنا فى العاصمة المصرية القاهرة، واستقبلتنا حكومة البلاد بزيارة أهرامات الجيزة وأبو الهول والمتحف المصرى الكبير».

“وأضافت قرينة الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا: «عشنا برفقة خالد العنانى، وزير السياحة والآثار المصرى السابق، درسًا عظيمًا فى تاريخ الإنسانية.. خالد العنانى المتخصص فى الفن والتاريخ المصرى، كان موجودًا مؤخرًا فى ريو دى جانيرو لزيارة المتحف الوطنى، الذى اشتعلت فيه النيران فى عام 2018، ويضم أكبر مجموعة من علم المصريات فى أمريكا اللاتينية، لقد جعل كل خبرته ومعرفته متاحة لنا لاستعادة مجموعة متحفنا الوطني».

وفى هذا الصدد أكدت قيادات الأحزاب السياسية والخبراء والسياسيون أن زيارة الرئيس البرازيلى لمصر تعكس رؤية القيادة السياسية فى الانفتاح على جميع دول العالم وتعزز الرؤى المشتركة للبلدين فى القضايا الدولية كما أنها ستسهم فى تعزيز التعاون الاقتصادى وتوسيع فرص الاستثمار المشترك بين البلدين.

فى البداية قال المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب “المصريين”، عضو المكتب التنفيذى لتحالف الأحزاب المصرية، إن زيارة الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا إلى القاهرة تأتى فى توقيت شديد الأهمية والحساسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث ملتهبة وتطورات رهيبة نتيحة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، علاوة على أن هذه الزيارة تدعم بشكل واضح وصريح موقف مصر من القضية الفلسطينية وجهودها لإحلال الاستقرار بالإقليم.

وأضاف “أبو العطا”، فى بيان له، أن زيارة الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا ستسهم بما لا يدع مجالا للشك فى إطلاق المزيد من مسارات التعاون فى جميع المجالات بين مصر والبرازيل، مشيرا إلى الأهمية الكبيرة التى تمثلها القاهرة بالنسبة للبرازيل، حيث تعد مصر على رأس قائمة الشركاء التجاريين فى أفريقيا مع البرازيل، مؤكدا أن هذه الزيارة ستثمر عن زيادة حجم التبادل التجارى الذى وصل خلال العام الماضى إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، بفضل إجراءات اتخذت لتساهم بالضرورة فى زيادة حجم التجارة البينية، لا سيما بعد انضمام مصر بتأييد برازيلى كامل لتجمع البريكس.

وأوضح رئيس حزب “المصريين”، أن زيارة الرئيس البرازيلى للقاهرة ومشاوراته مع الرئيس السيسى سترتقى بمستوى العلاقات إلى مستويات أعلى، بما يتناسب مع حجم الدولتين إقليميا ودوليا، عبر التفعيل الجاد والمتابعة الدورية للاتفاقات ومذكرات التفاهم العديدة التى تم توقيعها بين الدولتين فى مجالات شتى خلال الأعوام السابقة.

ولفت إلى أن الملفات السياسية بين مصر والبرازيل تشهد توافقا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن المواقف الدولية تشهد تحولا استراتيجيا بشكل ملحوظ، ما تسبب فى ظهور أقطاب جديدة فى العالم، ومصر والبرازيل أظهرا قوة ومرونة كبيرتين فى التعامل مع القضايا الراهنة.

ونوه بأن زيارة الرئيس البرازيلى تؤكد أن الدولة المصرية معنية بكيفية إيجاد توافقات حقيقية بالقارة الإفريقية، كما أن حجم التبادل التبادل التجارى بين الدولتين كبير جدا، وهناك رؤى استراتيجية يجرى بلورتها من أجل إفادة القارة الأفريقية.

وقال اللواء دكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية إن زيارة الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا للقاهرة لمصر للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما بالتزامن مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تاريخية وهامة وتعكس التطور الكبير الذى شهدته العلاقات بين البرازيل ومصر على مدى القرن الماضى مشيرا إلى أنه المتوقع أن تسهم هذه الزيارة فى تعزيز التعاون وتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، وتعزيز الفهم المتبادل والتبادل الثقافى بين الشعبين.

وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر الزيارة تأتى فى إطار توطيد العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين وتحمل رسالة دعم لموقف مصر من القضية الفلسطينية ولجهودها لإحلال الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى ضوء الثقل الإقليمى لكلا الدولتين وعضويتهم فى مجموعة “بريكس” وجهودهما المشتركة لتطوير وإصلاح منظومة الحوكمة الدولية بشكل أكثر عدالة بجانب رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين لهذا العام ودعوتها لمصر للمشاركة كضيف فى اجتماعات المجموعة.

وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن الرئيس السيسى دائما ما يوظف العلاقات التاريخية لبناء شراكات مع كل دول العالم، فضلا عن الاستفادة من التجارب التنموية فى كل دولة، لافتا إلى أن زيارة الرئيس البرازيلى لمصر اليوم وبالأمس زيارة الرئيس التركى للمرة الأولى أيضا منذ ما يقرب من 11 عاما تكشف مدى النجاح الذى حققته مصر على المستوى الدولى والإقليمى خلال السنوات الأخيرة بفضل الرؤية السياسية المتزنة التى يمارسها الرئيس السيسى ودور مصر البارز على الساحة الدولية.

ولفت نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن البرازيل ومصر تتمتعان بإمكانات هائلة للتعاون المشترك وشهدت التجارة بين البلدين نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، من خلال تبادل العديد من المنتجات والسلع بين البلدين مشيرا إلى أن زيارة الرئيس البرازيلى لمصر ستسهم فى تعزيز التعاون الاقتصادى وتوسيع فرص الاستثمار المشترك بين البلدين بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعكس أيضا أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين ورغبتهما فى تعزيز التعاون المشترك فى مختلف المجالات من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم فى مجالات متعددة بما فى ذلك الاقتصاد والثقافة والتعليم والتجارة والسياحة.

وأكد سفير مصر الأسبق لدى البرازيل السفير أحمد درويش، أن زيارة الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا إلى القاهرة تأتى فى توقيت بالغ الأهمية والحساسية بالنظر للأحداث التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيحة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما تحمل رسالة دعم لموقف مصر من القضية الفلسطينية ولجهودها لإحلال الاستقرار بالإقليم.

وقال السفير درويش – فى تصريحات صحفية :”إن الرئيس البرازيلى يقدر جهود مصر من أجل إنهاء الحرب، ويتفق مع موقفها الداعى لوقف إطلاق النار وضرورة إنفاذ المساعدة لأهل غزة للحد من تداعيات الكارثة الإنسانية داخل القطاع”، مذكرا بأن إعلام البرازيل وصف تلك الأوضاع “بحمام الدم”.

وأضاف “أن البرازيل تثمن عاليا جهود مصر فى خروج الرعايا الأجانب من قطاع غزة، مع بداية الأزمة، والتى أسفرت عن الإسراع فى إعادة المواطنين البرازيليين من غزة عبر معبر رفح”.

ونوه بأن الرئيس لولا دا سيلفا استهل زياراته الخارجية هذا العام بزيارة مصر تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إذ تتزامن مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتى ظلت متميزة وقوية على مدار قرن من الزمن.

وشدد على الأهمية التى تمثلها القاهرة بالنسبة للبرازيل، حيث تعد مصر على رأس قائمة الشركاء التجاريين فى أفريقيا مع البرازيل، لافتا إلى أنه ومن المأمول أن تثمر زيارة الزعيم البرازيلى الحالية لمصر عن زيادة حجم التبادل التجارى الذى وصل خلال العام الماضى إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، بفضل إجراءات اتخذت لتساهم بالضرورة فى زيادة حجم التجارة البينية، ولا سيما بعد انضمام مصر بتأييد برازيلى كامل لتجمع البريكس.

وأوضح أنه ومن بين الإجراءات التى ستسهم فى زيادات الصادرات بين البلدين من جانب، وإنقاذ الصادرات المصرية من خلال البرازيل لأمريكا اللاتينية من جانب آخر، تشغيل طيران مباشر بين القاهرة وساوباولو، وكذلك تشغيل خط ملاحى بين الإسكندرية وريو دى جانيرو، أو ما بين موانئ أخرى فى الدولتين.

ولفت إلى أن البرازيل سبق وسهلت نقل خبراتها لمصر دون قيد أو شرط، ومنذ ما يقرب من عقد من الزمان، فى مجالات مكافحة الفقر والبرامج الاجتماعية الهامة الأخرى التى قادها الرئيس لولا دا سيلفا خلال ولايتيه السابقتين كرئيس لجمهورية البرازيل الاتحادية، مثل برنامج “صفر الجوع”، و”منزلى حياتي” و”حقيبة عائلية”، وتم إيفاد القائمين على هذه البرامج للقاهرة.

وأشار إلى قدرة البرازيل على التأثير فى صنع القرار الدولى سياسيا واقتصاديا وماليا؛ إذ تعد قاطرة الدول اللاتينية، وإحدى أهم الأعضاء فى تجمعات إقليمية ودولية مهمة مثل: البريكس واتحاد دول أمريكا الجنوبية “يوناسور”، وتجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، وتكتل ميركوسور، ومنظمة الدول الأمريكية، إضافة إلى عضويتها فى مجموعة العشرين ومجموعة الثمانية للدول الكبار.

وتحدث سفير مصر الأسبق لدى البرازيل عن فرص مصر للاستفادة من خبرات الدولة اللاتينية الكبيرة فى تصنيع السيارات وتجميعها وكذلك قطع الغيار، بجانب خبراتها فى تنمية الثروة الحيوانية والداجنة والأبحاث الزراعية، علاوة على زيادة صادرات البرازيل من السلع الغذائية مثل السكر والحبوب واللحوم والدواجن، خاصة فى ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل الإمداد الغذائى.

واعتبر أن الرئيس البرازيلى، الذى من المتوقع أن يتوجه لأديس أبابا بعد الانتهاء من زيارة القاهرة، لحضور الدورة العادية ال(44) للمجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى، يمكنه الحديث مع أثيوبيا التى تربطها بالبرازيل ورئيسها روابط قوية، حول التداعيات الخطيرة للإجراءات الأحادية التى تم اتخذها فى ملف سد النهضة، وتضر بمصالح مصر والسودان.

ورأى أن الرئيس لولا دا سيلفا يمكنه كذلك لعب دور وسيط فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى والدفع نحو حل الدولتين، فى ضوء أن البرازيل تعد طرفا نزيها ولديها علاقات متميزة مع كل من العرب وتل أبيب، فضلا عن كونها نموذجا يحتذى به فى التعايش المشترك والتفاهم بين الجالية العربية – التى يزيد تعدادها على العشرين مليونا – والجالية اليهودية بالبرازيل.

وأعرب السفير أحمد درويش عن أمله فى أن تسهم زيارة الرئيس البرازيلى للقاهرة ومشاوراته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالارتقاء بمستوى العلاقات إلى مستويات أعلى، بما يتناسب مع حجم الدولتين إقليميا ودوليا، ولاسيما من خلال التفعيل الجاد والمتابعة الدورية للاتفاقات ومذكرات التفاهم العديدة التى تم توقيعها بين الدولتين فى مجالات شتى خلال الأعوام السابقة.

close