أوكرانيا تحاول إقناع ترامب بحسم الحرب لمصلحتها – وكالة يمن للأنباء

مع استعداد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لتولي منصبه الرئاسي، تحرص كييف على التأكيد له أن أي اتفاق تربح فيه روسيا الحرب الدائرة مع أوكرانيا، سيكلف الولايات المتحدة كثيراً على المدى الطويل.

ومنذ أسابيع عدة، تم إرسال حلفاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الموثوق بهم، إلى واشنطن، لإقناع حاشية دونالد ترامب في هذا الخصوص، ولكن مع بقاء نحو أسبوعين على تنصيب ترامب، لم يحصل الفريق الرئاسي القادم من أوكرانيا، حتى الآن، إلا على القليل من الإشارات حول كيفية الوفاء بوعدهم بإنهاء الصراع.

«قانون لوغان«=»

في الحقيقة، فإن الإدارات الأميركية التي لم تتسلم مهامها بعد، ممنوعة من وضع أي اتفاقات سياسة مع الأطراف الأجنبية بموجب قانون يُعرف باسم «قانون لوغان»، ومع ذلك هناك اعتقاد بين المسؤولين الأوكرانيين بأن فريق ترامب لايزال في عملية مداولات حول الشكل الذي قد تبدو عليه استراتيجيتهم، وهي العملية التي تبذل أوكرانيا قصارى جهدها لمحاولة التأثير عليها.

ويقول العضو السابق في حزب زيلينسكي، ميريز كو: «وفقاً لكتاب المسؤول السابق في ولاية ترامب الأولى، جون بولتون، فإن ترامب لديه ارتباطات سيئة بأوكرانيا، لذلك نحتاج إلى محاولة تغيير ذلك.. على الأقل يجب أن نحاول».

وكان ميريز كو في واشنطن قبل أسبوعين، وقال إنه خرج بشكل مشجع من مناقشاته مع كبار الجمهوريين الذين أكدوا له الفرق بين التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال الحملة الانتخابية وسياسته الفعلية.

ومن المعتقد أن ترامب «براغماتي وليس عقائدياً» بشكل أساسي، ويمكن إدخاله لمصلحة أوكرانيا، إذا تمكن الفريق من إقناعه بأن مقترح السلام مع أوكرانيا غير مرضٍ، ويترك أوروبا الشرقية عرضة لمزيد من التهديدات من روسيا، ولن تنتهي إلا بكلفة عالية ستدفعها الولايات المتحدة على المدى الطويل. ويضيف ميريز كو: «بالنسبة للأشخاص المحيطين بترامب، فإن الحجج التي يتم الترويج لها، مثل حرية الديمقراطية لن تنجح، فهو يفكر في التكاليف والفوائد. ولماذا يجب أن يعطي المال لأوكرانيا؟ ويقع علينا عبء شرح ذلك وإثباته».

استثمارات مشتركة

ومن المرجح أن يكون زيلينسكي اقترح استثمارات مشتركة لاستغلال الموارد الطبيعية في أوكرانيا، كجزء من خطة النصر التي أعلن عنها في أكتوبر، وذلك في ظل طبيعة التعامل مع الرئيس المنتخب، إذ تمتلك البلاد ثلث احتياطيات الليثيوم المؤكدة في أوروبا، وهي مادة مهمة للبطاريات القابلة لإعادة الشحن، والتي قد تكون موضع اهتمام شركة تصنيع السيارات الكهربائية التابعة للثري الأميركي حليف ترامب، إيلون ماسك.

تصريحات مقلقة

ومع ذلك، فإن تصريحات ترامب بشأن أوكرانيا كانت سبباً في إثارة القلق في كييف، فقد تحدث عن إعجابه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفي نوفمبر وصف قرار الرئيس، جو بايدن، بمنح كييف الإذن في إطلاق أسلحة بعيدة المدى على روسيا بأنه «خطأ كبير».

ولكن مسؤولاً أوكرانياً أمضى ما يقرب من أسبوعين، الشهر الماضي، في واشنطن، لحضور اجتماعات مع مستشاري ترامب، قال إن موقف الأميركيين التفاوضي لايزال قيد المناقشة. وأضاف: «بصراحة، مما نفهمه في الوقت الحالي على الأقل، لاتزال إدارة البيت الأبيض الجديدة تعمل على وضع الخيارات الممكنة».

وكان رئيس الأركان الأوكراني، أندريه يرماك، التقى، الشهر الماضي، مع نائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، ومستشار الأمن القومي المعين، مايك والتز، وعلى الرغم من تأكيد فانس السابق بأنه «لا يهتم حقاً بما يحدث لأوكرانيا بطريقة أو بأخرى»، فإن الاجتماع كان «مثمراً»، وفقاً لمصدر حكومي كبير.

الرئيس الأوكراني، الذي التقى في اجتماع مع ترامب في باريس عند إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، قال في مقابلة مع التلفزيون الأوكراني: «أعتقد أن ترامب قوي، ولكن لا يمكن التنبؤ بتصرفاته».

فأل طيب

ومن المتوقع أن يصل المبعوث الذي رشحه ترامب إلى أوكرانيا وروسيا، كيث كيلوج، وهو أيضاً الرجل الذي أوكله الرئيس المنتخب للتفاوض بين الجانبين، إلى كييف، في غضون أيام. ويُنظَر إلى اختيار مستشار الأمن القومي السابق باعتباره «فألاً طيباً».

ويقال إن كيلوج، البالغ من العمر 80 عاماً، تربطه علاقات وثيقة بالدبلوماسيين الأوكرانيين في السفارة بواشنطن، وقام بزيارات إلى كييف منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك بالطبع روسيا، الطرف الأهم في كل هذا، والتي لم تعط حتى الآن أي إشارة إلى أنها مستعدة لمناقشة أي اتفاق سلام، بخلاف الاتفاق الذي من شأنه أن ينطوي على استسلام أوكرانيا الكامل. والمهمة التي تقع على عاتق الإدارة الأميركية الجديدة ليست فقط التوسط في الهدنة، بل إحضار بوتين إلى طاولة المفاوضات في المقام الأول.

ما يريده بوتين

ومع تحقيق الجيش الروسي مكاسب إقليمية في دونباس، على مدى الأشهر القليلة الماضية، فإن بوتين ليس لديه حافز كبير للقيام بذلك، وقال بوتين إن مطالبة زيلينسكي بعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) ثمناً للسلام، ستكون غير مقبولة بالنسبة له، كما قال الزعيم الروسي إنه لا يريد فقط الأراضي التي استولت عليها روسيا، بل أيضاً ما تبقى من مناطق «دونيتسك»، و«لوغانسك»، و«خيرسون»، و«زابوريجيا».

وقال وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاجورودنيوك، الذي يقدم المشورة للحكومة الآن، إن الأمر سيحتاج إلى الضغط على بوتين. عن «التايمز» البريطانية


الاقتصاد الروسي مضطرب

يبدو الاقتصاد الروسي مضطرباً بشكل متزايد، فالدفعة التي أحدثتها الزيادة في الإنتاج العسكري تتضاءل. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد، الذي نما بنسبة 3.5 إلى 4% العام الماضي، بنسبة 0.5 إلى 1% فقط العام الجاري 2025.

بدوره، يبلغ معدل التضخم السنوي أقل بقليل من 10%. ومع وضع ذلك في الحسبات، فإنه يمكن أن توفر العقوبات الأميركية الدافع المطلوب لحمل روسيا على الانخراط بجدية في المفاوضات، كما قال وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاجورودنيوك، الذي أضاف: «إن ما تريده روسيا هو تدمير أوكرانيا، وهو ما يجعل المفاوضات مستحيلة تقريباً. لذا ما لم يقدموا لبوتين خياراً موثوقاً بأنه سيعاني بشدة على أرض المعركة، وعلى المستوى الاقتصادي، فلن يحدث أي تقدم في هذا الشأن. والآن، كل شيء يدور حول النفوذ».

Share


تويتر


close