أعلن علاء الهريدي، حفيد الفريق جلال الهريدي، رئيس حزب حماة الوطن وأحد
أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، وفاة جده صباح اليوم. وكتب عبر صفحته
على “فيسبوك”: “مع السلامة يا حبيبي يا أبويا يا ظهري يا سندي.. إنا لله وإنا إليه
راجعون.. انتقل إلى رحمة الله تعالى جدي وحبيبي الفريق جلال الهريدي، اللهم اغفر
له وارحمه وأدخله فسيح جناتك”.
مسيرة عسكرية حافلة
الفريق جلال محمود الهريدي، المولود عام 1929، يعد الأب الروحي لسلاح
الصاعقة المصري ومؤسسه الأول. بدأ مسيرته العسكرية المميزة بإنشاء أول فرقة صاعقة
مصرية عام 1955 بعد عودته من مدرسة المشاة الأمريكية “رينجرز” (Rangers)، حيث أظهر تفوقًا لافتًا في التدريبات هناك.
تُوجت جهوده بإنشاء سلاح الصاعقة رسميًا عام 1957، ليصبح هذا السلاح من أقوى وأهم
تشكيلات القوات المسلحة المصرية.
شارك الفريق الهريدي في معارك حاسمة في تاريخ مصر، منها العدوان الثلاثي
عام 1956، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف. كما قاد القوات المصرية والسورية في محافظة
اللاذقية خلال تلك الفترة، ما يعكس دوره القيادي الكبير في الميدان العسكري.
إسهامات سياسية ومجتمعية
إلى جانب مسيرته العسكرية، كان الفريق الهريدي شخصية سياسية بارزة. ترأس
حزب “حماة الوطن” الذي تأسس بهدف دعم القضايا الوطنية، كما شغل عضوية مجلس الشيوخ،
وحرص على تعزيز روح الانتماء والوطنية بين الأجيال الجديدة.
جوائز وتكريمات
حظي الفريق جلال الهريدي بتقدير وطني ودولي، وحصل على العديد من الأوسمة
العسكرية، منها:
• وسام الجدارة الذهبي
عن مشاركته في حرب 1948.
• وسام الأرز الوطني من
لبنان.
• وسام الكوكب الأردني.
• نجمة الشرف العسكرية.
تأسيس سلاح الصاعقة: رؤية ريادية
كان الفريق الهريدي دائم الحديث عن بدايات تأسيس سلاح الصاعقة المصري،
مشيرًا إلى أن الفكرة بدأت أثناء زيارته للولايات المتحدة، حيث استلهم التجربة من
تدريبات الرينجرز. عقب عودته، اقترح إنشاء مدرسة للصاعقة في مصر، وحظي بدعم
القيادة العسكرية حينها. وبفضل رؤيته وجهوده، بدأت الفرق الصاعقة عملياتها
الميدانية قبل الإعلان الرسمي عن تأسيس السلاح.
وداع وطني مهيب
أقيمت جنازة عسكرية مهيبة للفريق جلال الهريدي في مسجد المشير طنطاوي
بالتجمع الخامس، بحضور عدد من كبار قادة القوات المسلحة والشخصيات العامة.
رحل الفريق جلال الهريدي، تاركًا إرثًا خالدًا من التضحية والإنجازات
الوطنية التي ستظل مصدر فخر لكل مصري. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.