صدى العرب: «الشرق – بلومبرغ»: جهود حثيثة لمشروع «مسام» السعودي في الأراضي اليمنية لتطهيرها من الألغام – وكالة يمن للأنباء

القصيبي: لا توجود إحصائية لعدد الألغام في اليمن والتقديرات تشير إلى مليون إلى مليوني لغم

ذكرت «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» أن المشروع السعودي «مسام» لنزع الألغام – اليمن، يبذل جهودا حثيثة في الأراضي اليمنية من شأنها إخلاؤها من هذه القنابل الموقوتة «الألغام».

وفي تقرير مصور أذاعته «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» بعنوان «رحلة نزع ألغام فرشت أراضي اليمن»، أكدت «الشرق – بلومبرغ» أن الألغام في اليمن ليست فقط مسؤولة عن إنهاء حياة الأشخاص، بل أيضا تحول دون استمرارية الحياة الطبيعية.

وأشارت «الشرق – بلومبرغ» إلى تقرير للحملة الدولية لمنع الألغام الأرضية لعام 2023، حيث وقع اليمن في المرتبة الخامسة ضمن أكثر الدول التي تكبدت خسائر بشرية بسبب الألغام الأرضية.

ولفت التقرير إلى أنه خلال 5 سنوات 2500 مدنيا لقوا حتفهم بعد أن وطئت أقدامهم مخابئ هذه الألغام المزروعة على مدى نحو 1200 كيلو متر مربع من الأراضي اليمنية – أي ما يعادل تقريبا مساحة ولاية نيويورك الأمريكية.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتطهير المنطقة مايزال الطريق شائكا وطويلا – بحسب «الشرق – بلومبرغ» – إذ أن هذه القنابل الموقوتة مزروعة عشوائيا وبالتالي لا تتوافر خرائط محددة لمواقعها، ومع اتساع رقعة وجود الألغام يفقد مزيد من الناس مصادر رزقهم وفي حالات عدة يفقدون حياتهم.

وأكد تقرير «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» أن اليمن حتى يصبح أرضا بلا ألغام سيكلف ذلك مابين 600 مليون دولار إلى ملياري دولار، أما على صعيد الوقت فيبقى ذلك مجهولا غير واضح.

ومن جانبه، أشار الأستاذ أسامة القصيبي، مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، إلى عدم وجود إحصائية رسمية لعدد الألغام الموجودة في اليمن اليوم، وهناك تقديرات تتراوح ما بين مليون إلى مليوني لغم، وأزال «مسام» حتى اليوم أكثر من 476 ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة.

وأوضح القصيبي خلال تقرير «الشرق – بلومبرغ» أن عمليات نزع الألغام تطورت على مر السنين، ولكن لم تتطور إلى الأفضل، بل تطورت الألغام وصارت أكثر فتكا وأكثر تعقيدا في التعامل معها، وأسيء استخدامها على مر السنين، ولا يوجد أنظمة دولية اليوم تحكم العبوات الناسفة إلا بحدود معينة.

ولفت القصيبي إلى دراسة أممية صدرت منذ سنوات تشير إلى أن تكلفة إزالة اللغم الواحد تتراوح بين 300 و 1000 دولار، وهذه الدراسة تعتمد على الدولة التي تعمل فيها وطبيعة الأرض وأنواع الألغام وكثير من العوامل الأخرى التي تدخل في هذه التكلفة.

وقال القصيبي إن الصعوبات التي تواجهها فرق مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، هي عدم وجود خرائط ومعلومات وإحداثيات والطبيعة الجغرافية والمسافات الطويلة، كلها تؤثر على سير العمل.

وأكد القصيبي أن اليمن سيحتاج إلى سنوات طويلة لإنجاز مهمة نزع الألغام من أراضيه، هذا إذا تمكنا يوما من الأيام من الحصول على خرائط أو إحداثيات لتسهيل مهام نزع الألغام في الجمهورية اليمنية، ولكي تعود الحياة الطبيعية وتنمو الحركة الاقتصادية وكذلك الزراعة والتعليم وصيد الأسماك، فكل هذا مرتبط ارتباط جذري بعمليات نزع الألغام.

وقال توني روبرتس، نائب رئيس عمليات مشروع «مسام» في مأرب، إنه أينما ذهبت إلى أي مدينة أو بلدة يمنية، ستجد أحدهم فقد قدمه أو أحد أطرافه بسبب انفجار لغم، من البالغين والأطفال، وغالبا ما تنتشر الألغام في المناطق الزراعية التي يستخدمها المواطنين لزراعة غذائهم اليومي، والآن لا يمكنهم الذهاب إلى تلك المناطق بسبب الألغام المزروعة فيها.

وأضاف روبرتس خلال تقرير «الشرق – بلومبرغ» أنه منذ 2018 عندما بدأ مشروع «مسام» العمل تطورت الألغام من ألغام صغيرة مضادة للدبابات إلى ألغام كبيرة، في كل مرة نكتشف لغما جديدا نجده أكبر من الذي قبله، ونجد الألغام متفرقة بعدة أشكال، نجدها في البراميل أو نجد ألغاما مموهة كالحجارة، وألغاما في الصخور وما إلى ذلك، ويستخدم زارعوها مواد منزلية لتمويه هذه الألغام في الحقول.

وتابع روبرتس: «لا يمكنني تحديد عدد الألغام المنزوعة يوميا بالضبط، لا يوجد رقم محدد، إذا كان بإمكان أي أحد أن يقول إنه نزع 10 ألغام في اليوم مثلا، فذلك يعتمد على المنطقة وكثافة حقل الألغام، نحن نذهب إلى منطقة معينة لمسحها في اليمن وقد تكون مساحة شاسعة بالكيلومترات وقد تجد فيها محض لغمين أو ثلاثة أو ربما 100 لغم».

وأوضح روبرتس أن آلية العمل بحسب طريقة النزع التي تتبعها، فالنزع اليدوي للألغام عملية بطيئة فمجرد أن نجد خط ألغام في حال كان خطا أصلا، فيمكننا تحديد مسار هذا الخط ونتتبعه ثم نبدأ نزع الألغام منه، يعتمد عدد الألغام التي ينزعها الفريق على طول ذلك الخط، وكذلك يعتمد على عدد الألغام التي زرعها العدو في ذلك الخط، واتساع رقعة زرعها.

وبين روبرتس أنه بعد نزع الألغام من الحقول تخزن في منطقة آمنة، ومن ثم تتلف إما دفعة واحدة في نهاية الأسبوع وإما يأخذ الفريق وقته في إتلافها على دفعات، لكن أحيانا من غير الآمن نزع بعذ الألغام لذا يبقى الفريق في المنطقة حيث وجدوا تلك الألغام ثم يفجرونها في تلك المنطقة.

ونوه روبرتس إلى أن طبيعة الأرض في اليمن صعبة جدا، إذ نعمل في تضاريس مختلفة، فالمناطق الجبلية وعرة ويصعب جدا العمل فيها، فلا نمط معين لحقول الألغام ونزعها في المناطق الجبلية وتوجد معالم مختلفة كثيرة تصعّب العمل على نازعي الألغام كالحافات شديدة الانحدار ويجب أن يصعدها نازع الألغام ليتفقد وجود ألغام وقد يتعثر في أثناء وجوده بحقل الألغام بسبب طبيعة الأرض الصعبة. ومن ثم لدينا الأراضي الصحراوية، إذ نكتشف حقل ألغام في منطقة صحراوية وفجأة اهب عاصفة رملية تغطي الألغام التي اكتشفناها فتدفنها أعمق مما كانت.

وأوضح روبرتس أن الإجراءات في عملية نزع الألغام تصبح أفضل شيئا فشيئا كما تحسنت المعدات، فبالعودة إلى بدايات العام 2000 نرى أن المعدات التي نستخدمها اليوم أفضل بكثير من التي كنا نستخدمها آنذاك، وحساسية أجهزة الاستشعار أفضل بكثير مما سبق، وعملية نزع الألغام تنطوي على تكنولوجيات وأبحاث كثيرة، ودائما يجري تطوير معدات وطرق جديدة لاكتشاف الألغام

close