مكونات النخلة خير مستدام بأيدي «حاميات التراث» – وكالة يمن للأنباء

تدخل مكونات النخلة في عدد كبير من المنتجات التقليدية التي أبدعتها قريحة المرأة الإماراتية وبرزت في صناعتها عبر الحقب التاريخية المختلفة. وتتنوع هذه المنتجات بين الأدوات المستخدمة في المنزل، وفي الحياة اليومية خارجه، كما تشمل أيضاً عدداً من الأكلات والمشروبات التراثية، ومنتجات الزينة، وغير ذلك من المصنوعات التي حقق عبرها المجتمع الإماراتي مفهوم الاستدامة بإعادة تدوير ما تجود به النخلة من ثمار وجريد وليف وغيرها من الأجزاء.

وأفرد مهرجان العين للتمور بدورته الأولى ركناً للحرفيات يقدمن عبره عرضاً حياً يومياً للحرف الإماراتية بأيدي «حاميات التراث» اللاتي يبرزن من خلال عملهن أصالة التقاليد العريقة والإرث الفني الممتد عبر الماضي إلى الحاضر، وذلك أمام جمهور المهرجان الذي انطلق في واحة الهيلي بمدينة العين الجمعة الماضي بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث، واختتم فعالياته أمس.

ويعايش زوار المهرجان من خلال ركن الحرفيات تجربة حية لخطوات ومهارات تحويل المكونات المختلفة إلى تحف فنية تلبي الاحتياجات العملية لمستخدميها، ومن تلك المهارات «سف الخوص وصبغه» من أجل استخدامه في صناعة الأدوات المنزلية والشخصية مثل المخرافة، والسرود، والمجبة، وغيرها، إضافة إلى مهارة تنقية وغسل التمر، حيث يتم خلال هذه العملية استبعاد البسر غير الناضج والحشف وفصله من العذق، حيث يجمع التمر الجيد المراد تخزينه وحفظه، ثم يغسل التمر بالماء للتأكد من نظافته، وأخيراً تجمع التمور وتوضع على السرود للتخلص من الماء الزائد بعد التغمير، ويتم خلال هذه المرحلة وضع المطيبات على حبات التمر مثل السنوت، والمثيبة المطحونة.

كما تشمل الحرف التي تعتمد على مكونات النخلة «ضمد وكنيز التمر»، التي يتعرف إليها الزوار يومياً، حيث يتم وضع حبات التمر في وعاء الحفظ وضغطها لتلتصق ببعضها من أجل تفريغ الهواء من بينها، ثم يضغط التمر ليصبح مثل العجينة أثناء وضعه في وعاء الحفظ المصنوع من الخوص، مثل اليراب، أو القلة.

ومن المهارات التقليدية نجد صناعة البخور التي يدخل فيها طلع النخيل (قراب)، وأفرد لها حيز ضمن ركن الحرفيات باعتبارها من الحرف ذات المكانة الخاصة لدى المرأة الإماراتية، لاهتمامها الكبير بالعطور والدخون التي طوعت موارد البيئة لإنتاجها، إضافة إلى صناعة الكحل العربي الذي يعد علاجاً وزينة، ويستخلص من خلط مسحوق حجر الأثمد ونوى التمر، وهناك صناعة المسباح من نوى التمر الذي يجمع وينظف ويثقب لصنع المسباح.

وتوجد أيضاً عدة منتجات غذائية تعتمد على أجزاء من النخلة بخلاف الثمار يتعرف إليها الزوار، ومنها لحاء الطلع (الجعب) الذي يصنع منه مشروب ساخن غني بالفيتامينات والمعادن يساعد على تحسين الهضم وتخفيف الأرق وتعزيز الاسترخاء، بالإضافة إلى استخدام الطلع ضمن ومطيبات القهوة العربية، وهناك قهوة نوى التمر التي تحتوي على كميات كبيرة من العناصر الغذائية، وتعد قهوة صحية منزوعة الكافيين.

ومن ثمار النخلة، تأتي أكلات شعبية ما زالت حاضرة في المطبخ الإماراتي، ويعرّف بها المهرجان عبر ركن الحرفيات حيث يتم إعدادها بكل مراحلها أمام الحضور، مثل «الشعثاء» التي تتكون من التمر الممزوج بالجامي أو اليقط المطحون والسمن، والممروسة التي يخلط فيها التمر مع السمن والأرز المحمص والمطحون، وتضاف إليها خلاصة السمن، والبثيثة المصنوعة من التمر والدقيق المحمص، والهيل والزعفران والقرفة المطحونة.


تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


close