برلماني تعليقا علي البكالوريا المصرية: «ولادنا ليسوا فئران تجارب» – وكالة يمن للأنباء

البكالوريا المصرية.. في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين أولياء الأمور والطلاب على حد سواء، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن الموافقة المبدئية لتطبيق نظام “البكالوريا المصرية” كبديل للثانوية العامة على طلاب الصف الأول الثانوي بدءًا من العام الدراسي المقبل. 

 

إلا أن هذه الخطوة لم تمر دون معارضة، حيث عبّر العديد من المختصين والمواطنين عن مخاوفهم من غياب الاستعدادات الكافية لهذا التغيير المفاجئ، وكان من أبرز المعترضين الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب، الذي انتقد هذه المبادرة وطالب بتوضيح كافة التفاصيل المتعلقة بها.

اعتراضات على النظام الجديد:

فئران تجارب أم خطوة للإصلاح؟

في تعليقه على هذه الخطوة، قال الدكتور فريدي البياضي: “أبناؤنا مش فئران تجارب!”، مشيرًا إلى قلقه البالغ من أن النظام الجديد قد يثير الفوضى في العملية التعليمية بدلًا من تحسينها. 

وأضاف البياضي أنه قد تقدم بطلب إحاطة إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، يطالب فيه بتوضيح جميع تفاصيل النظام الجديد للبكالوريا المصرية وملابسات تطبيقه المفاجئ.

إشكاليات التخطيط والتنسيق

وصف الدكتور البياضي الإعلان المفاجئ عن تطبيق نظام البكالوريا بأنه يعكس حالة من الفوضى في التخطيط والتنسيق بين المؤسسات المعنية في الدولة، ما يثير حالة من الارتباك والقلق بين الطلاب وأولياء الأمور. 

وقال إنه كان من المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه التغييرات بعد إجراء دراسة مستفيضة حول النظام الجديد، وإشراك جميع المعنيين من المعلمين والخبراء في هذا المجال.

التساؤلات حول النظام الجديد:

أثار عضو مجلس النواب عدة تساؤلات بخصوص نظام البكالوريا المصرية، وأهمها:

لماذا يتم اتخاذ قرارات جوهرية بشكل مفاجئ؟
تساءل البياضي عن الأسباب التي دفعت الحكومة إلى اتخاذ قرار تغيير نظام الثانوية العامة بشكل مفاجئ دون إشراك الأطراف المعنية ودون إتاحة الوقت الكافي للاستعداد لهذه التغييرات.

هل تم اختبار النظام الجديد؟

تساءل البياضي عن الدراسات التي أجريت حول النظام الجديد قبل الإعلان عنه، متسائلًا عما إذا كان قد تم اختبار نظام البكالوريا المصرية في بيئات تعليمية مختلفة لضمان نجاحه.

من المسؤول عن دراسة المنظومة؟
دعا البياضي إلى توضيح الجهة أو الخبراء الذين قاموا بدراسة نظام البكالوريا المصرية ومدى توافقه مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات الطلاب في مصر.

تجاهل لجنة التعليم بالبرلمان

أبرز البياضي نقطة هامة تتعلق بتجاهل لجنة التعليم في مجلس النواب، حيث تساءل عن سبب عدم الرجوع إلى هذه اللجنة، التي تمثل السلطة التشريعية في مسائل التعليم، قبل الإعلان عن هذه التغييرات الجوهرية.

هل لدينا المعلمون المؤهلون؟
تساءل أيضًا عن استعداد المعلمين لهذا النظام الجديد، وعن وجود العدد الكافي منهم المدربين على التعامل مع هذه المنظومة. وطرح سؤالًا آخر يتعلق بكيفية تدريب المعلمين على هذا النظام في فترة زمنية قصيرة.

ما هي الاستعدادات اللازمة لهذا التحول؟
في النهاية، تساءل البياضي عن الخطط الزمنية والتدابير اللازمة لضمان استعداد المدارس والمعلمين والطلاب لهذا التحول الكبير في النظام التعليمي.

الحاجة إلى الشفافية:

أعرب الدكتور فريدي البياضي عن ضرورة الشفافية في التعامل مع هذه التغييرات، مؤكدًا أهمية التعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق استقرار النظام التعليمي في مصر. ودعا الحكومة إلى تقديم توضيحات شاملة بشأن هذه التغييرات لضمان مستقبل تعليمي أفضل لأبناء مصر، مشددًا على ضرورة استشارة الخبراء والمعنيين من جميع الفئات قبل اتخاذ قرارات جوهرية تتعلق بمستقبل التعليم في البلاد.

ختامًا، يبقى التساؤل قائمًا حول كيفية تطبيق هذا النظام الجديد ومدى استعداد مصر لاستقبال التحديات التي قد تطرأ جراء هذا التحول المفاجئ، وما إذا كان سيحقق الفوائد المرجوة أم سيزيد من الارتباك والقلق في النظام التعليمي المصري.

 

 

 

 

close