استقبل محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، في مكتبه اليوم الثلاثاء، لياو لي تشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية في القاهرة، والوفد المرافق له، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والصين في مجال تطوير التعليم قبل الجامعي.
جاء اللقاء في إطار مناقشة الموضوعات المشتركة التي تسهم في تحسين جودة العملية التعليمية، من خلال تبادل الخبرات والابتكارات في هذا المجال.
أهمية اللقاء وتعزيز التعاون الثنائي
في مستهل اللقاء، عبر وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، عن تقديره العميق للعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والصين في مجال التعليم، مؤكدًا أن هذا التعاون يعد نموذجًا يحتذى به ويعزز تبادل الخبرات في ضوء أحدث التقنيات والابتكارات التعليمية.
وأوضح وزير التربية والتعليم أن هذه العلاقات تُسهم بشكل كبير في تطوير المنظومة التعليمية في مصر، ما يضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.
كما ثمّن وزير التربية والتعليم الدعم المستمر الذي تقدمه الصين لمصر في مجال التعليم، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يُعتبر أساسًا لتحقيق أهداف الوزارة في مجالات عديدة، من بينها تطوير مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتعزيز استخدام تكنولوجيا التعليم، وتوسيع مجالات التعاون في مجالات أخرى تساهم في رفع كفاءة النظام التعليمي.
التحديات والحلول التعليمية في مصر
خلال اللقاء، استعرض وزير التربية والتعليم بعضًا من التحديات التي تواجه النظام التعليمي في مصر، مثل ارتفاع الكثافات الطلابية، والعجز في أعداد المعلمين، مشيرًا إلى الحلول التي اتخذتها الوزارة لمعالجة هذه القضايا. وقد أبدى الوزير اهتمامًا خاصًا بالاطلاع على تجربة الصين في مواجهة هذه التحديات، خاصة في ما يتعلق بكثافات الفصول الدراسية وتوفير أعداد كافية من المعلمين. وأكد الوزير أهمية تبادل الخبرات بين البلدين في هذه المجالات لمواكبة التطورات والابتكارات في التعليم.
دور السفارة الصينية في دعم التعاون التعليمي
من جانبه، نقل السفير الصيني، السيد لياو لي تشيانغ، تحيات وزير التعليم الصيني إلى السيد محمد عبد اللطيف، معربًا عن سعادته بلقاء الوزير المصري، ومؤكدًا على الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين في مجال التعليم. وأشاد السفير بالصداقة العميقة بين مصر والصين، وبالجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لتطوير التعليم، منوهًا بالتحولات الإيجابية التي شهدها قطاع التعليم في مصر مؤخرًا.
كما أشار السفير إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة في القارة الأفريقية التي تضم ورشتي لوبان، اللتين تمثلان نموذجًا للتعاون الصيني الأفريقي في مجال التعليم الفني، موضحًا أن هذه الورش أسهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال تدريب الطلاب المصريين في مجال الحرف الفنية والتكنولوجية، ما يعكس التعاون العملي بين البلدين.
التعاون في تدريس اللغة الصينية والتعليم الفني
ناقش اللقاء أيضًا سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال استخدام التكنولوجيا في التعليم، بهدف التغلب على التحديات التي تواجه العملية التعليمية في مصر. وأشار السفير إلى أهمية التوسع في تدريس اللغة الصينية في المدارس المصرية، حيث بلغ عدد المدارس التي تدرس اللغة الصينية كلغة أجنبية ثانية 21 مدرسة. كما تم التأكيد على استمرار الاهتمام بالمدرسة الصينية النموذجية في مدينة السادس من أكتوبر، وكذلك مدرسة الحرية النموذجية في مدينة منوف.
وتطرق اللقاء أيضًا إلى التعاون المستمر في مجال تطوير التعليم الفني، وخاصة في مدارس التكنولوجيا التطبيقية ذات التخصصات المرتبطة بالصناعات السياحية والفندقية في المناطق الجاذبة للسياحة. كما تم الحديث عن سبل تطوير ورشة لوبان في المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة، وزيادة عدد المنح الدراسية لطلاب التعليم الفني المتفوقين من خريجي ورش لوبان لاستكمال دراستهم في الصين.
الحضور من الجانبين
حضر اللقاء من الجانب الصيني:
- السيد لو تشون شينغ، المستشار الوزاري للشؤون التعليمية
- الدكتور بان شياو هان، السكرتير الثاني للشؤون التعليمية
- الدكتورة رحاب محمود، رئيس قسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة
- السيد قو يي جي، مساعد ومترجم السفير
ومن وزارة التربية والتعليم المصرية:
- الدكتور أكرم حسن، مساعد الوزير لشؤون تطوير المناهج
- السيدة شيرين حمدي، مستشار الوزير للعلاقات الدولية والاتفاقيات
- الدكتورة هالة عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام
- الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة تشغيل مدارس التكنولوجيا التطبيقية
- السيد محمد عطية، رئيس الإدارة المركزية للتعليم بمصروفات
- الدكتورة رشا الجيوشي، منسق الوزارة للشؤون الأكاديمية للمدارس الدولية
- الدكتورة أميرة عواد، منسق الوزارة لمنظمات الأمم المتحدة
ختام اللقاء
في ختام اللقاء، أعرب الجانبان عن التزامهما العميق بتعزيز التعاون المستمر في مجال التعليم، مؤكدين على ضرورة الاستمرار في توسيع آفاق الشراكة بين مصر والصين بما يعود بالنفع على الشعبين ويعزز من تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كلا البلدين.
وقد تم التأكيد على أن التعاون بين مصر والصين في مجال التعليم يمثل أحد أهم مجالات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ويسهم بشكل مباشر في تطوير النظام التعليمي في مصر، بما يعزز فرص الشباب المصري ويساهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.