بعد الجدل بشأن البكالوريا.. رد ناري من أسامة قابيل على تصريحات إبراهيم عيسي حول مادة الدين – وكالة يمن للأنباء

إضافة مادة الدين.. في أعقاب التصريحات التي أدلى بها الإعلامي إبراهيم عيسى حول إضافة مادة الدين إلى المجموع في النظام الجديد للبكالوريا، خرج الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، بتعليق قوي يعكس اعتراضه على هذه التصريحات. 

وعبر الدكتور قابيل عن استيائه من الدعوات التي تقلل من أهمية مادة الدين في المناهج الدراسية، مؤكدًا على أن الدين لا يُعد مجرد مادة تعليمية بل هو جزء أساسي من بناء شخصية الفرد والمجتمع.

مادة الدين وأهميته في بناء الشخصية

أكد الدكتور أسامة قابيل أن ما تم تداوله من تصريحات بشأن مادة الدين ليس له أساس من الصحة. وأوضح أن إدراج الدين في المجموع ليس خطوة تهدف إلى التفرقة أو تعزيز الانقسام في المجتمع كما يروج البعض، بل هو خطوة ضرورية نحو تعليم الأخلاق والقيم التي تعد أساسية لبناء شخصية متوازنة وسوية. وأشار إلى أن الدين في جوهره يعلم معاني سامية مثل الاحترام المتبادل والتسامح، وهي القيم التي تساهم في تعزيز التعاون والتعايش بين أفراد المجتمع.

الدين كجزء من المنظومة الأخلاقية والاجتماعية

أضاف الدكتور قابيل أن الدين لا يقتصر على العبادات فقط، بل يشمل الأخلاق والمعاملات التي تسهم في تشكيل مجتمع سليم وآمن. وبحسب قوله، إن تعليم الدين يجب أن يُنظر إليه باعتباره جزءًا من تطوير الفكر والأخلاق الإنسانية، وليس مجرد مادة أكاديمية تُدرس في الفصول الدراسية. ولفت إلى أن الدين يقدم للطلاب أدوات ضرورية للتفاعل بشكل إيجابي مع مجتمعاتهم، ويعزز لديهم الوعي بالحقوق والواجبات التي هي أساس التعايش السلمي.

رفض فكرة الفتنة الطائفية

من جهة أخرى، رد الدكتور أسامة على محاولات البعض تصوير الدين كسبب رئيسي للانقسامات الطائفية، مؤكدًا أن هذا الادعاء بعيد كل البعد عن الحقيقة.

 وأوضح أن الدين في جوهره يدعو إلى الأخلاق والتسامح، ويشدد على ضرورة بناء مجتمعات قادرة على التعايش بسلام بعيدًا عن التطرف والفتن. واستشهد في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه الدين للأخلاق والاحترام المتبادل بين الناس، وهو ما يساهم في بناء مجتمعات خالية من التطرف.

الدين والتعايش السلمي في المجتمع

أشار الدكتور قابيل إلى أن الدين، بما يحتويه من قيم إنسانية نبيلة، يُعتبر وسيلة لبناء مجتمع متكامل يسوده الحب والتفاهم. وأضاف أن الدين يدعو إلى نبذ العنصرية والتفرقة، ويحث على إقامة علاقات قائمة على التسامح والمساواة بين أفراد المجتمع. وأوضح أن التعايش الحقيقي بين الناس يتجسد في احترام اختلافاتهم الثقافية والدينية والعمل معًا من أجل تحقيق الخير العام.

استشهد الدكتور قابيل بآية قرآنية من سورة الحجرات، وهي الآية 13: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، موضحًا أن هذه الآية تدعو إلى التعارف بين البشر واحترام التنوع، وهو ما يعزز التعايش السلمي في المجتمع.

الدين كأداة لنبذ التفرقة

في تعليقاته، شدد الدكتور أسامة على أن الدين ليس أداة للانقسام أو الفتنة الطائفية كما يروج البعض، بل هو دعوة للتعاون بين أفراد المجتمع. وأوضح أن القيم الدينية التي يتم تعليمها للأطفال تساعد في تشكيل شخصياتهم على أساس من الأخلاق التي تشجع على التعايش والاحترام المتبادل بين مختلف أطياف المجتمع. وبالتالي، فإن تعميم هذه القيم عبر مادة الدين في المناهج الدراسية يُعد خطوة هامة نحو بناء جيل قادر على العيش مع الآخرين بسلام وتفاهم.

 

في الختام، اعتبر الدكتور أسامة قابيل أن إدراج مادة الدين ضمن المجموع في النظام التعليمي الجديد هو خطوة ضرورية تعكس أهمية الدين في تكوين الأخلاق وبناء الشخصية السوية. ورأى أن التعليم الديني لا يُعد مادة تعليمية فحسب، بل هو عنصر أساسي في بناء مجتمع قويم، قائم على القيم الإنسانية السامية التي تساهم في تعزيز التعاون والعيش المشترك.

 

 

 

 

close