كشف مركز محمد بن راشد للفضاء أنه من المقرر إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، خلال شهر يناير الجاري، من قاعدة «فاندنبرج» بولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث تمت بالفعل عملية الالتحام بين القمر الاصطناعي وصاروخ الإطلاق، فيما سيتم إعلان الموعد النهائي للإطلاق قبل انطلاق القمر بثلاثة أيام، بعد انتهاء تجهيزات الإطلاق من جانب شركة «سبيس إكس» المسؤولة عن صاروخ الإطلاق «فالكون-9».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد، أمس، في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، بحضور مدير عام المركز، سالم حميد المري، ومدير مشروع «محمد بن زايد سات»، عامر الصايغ الغافري، ونائب مدير المشروع، حصة علي حسين، إضافة إلى فريق العمل المسؤول عن القمر الاصطناعي، وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وتم نقل «محمد بن زايد سات»، القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة، بعد تطويره في دولة الإمارات، إلى المعهد الكوري لأبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية، وتم الانتهاء من الاختبارات البيئية بنجاح، وشملت الاختبارات الصارمة، التي تهدف إلى ضمان تحمل القمر الاصطناعي لظروف الفضاء القاسية، اختبارات الفراغ الحراري، واختبارات الاهتزاز، واختبارات الصوتيات، واختبارات خصائص الكتلة، وتم بعد ذلك نقله إلى موقع الإطلاق في الولايات المتحدة الأميركية استعداداً للتحضيرات النهائية، وقال سالم حميد المري إن القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» يمتلك أهمية خاصة في مسيرة دولة الإمارات، إذ يعكس التزامها الثابت بالتقدم والابتكار بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، وأضاف أن «محمد بن زايد سات» ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل تجسيد لإرادة دولة الإمارات في الريادة بمجال علوم الفضاء، وسعيها المتواصل للإسهام الفاعل في مجتمع الفضاء العالمي، ونؤكد مع كل خطوة نخطوها نحو المستقبل، دورنا في تمكين الأجيال القادمة، وتحقيق طموحاتها للاستفادة من إمكانات علوم الفضاء، لدعم الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة على كوكب الأرض، ونوّه إلى أن القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» – الذي تم تطويره بالكامل بوساطة فريق من المهندسين الإماراتيين في «مركز محمد بن راشد للفضاء» – يمثّل خطوة محورية في مسيرة دولة الإمارات نحو الريادة في مجال استكشاف الفضاء، إذ يجسّد هذا القمر الاصطناعي التزام الدولة بالاستفادة من تقنيات الفضاء المتقدمة لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون العالمي.
وأوضح مدير عام المركز أن «محمد بن زايد سات» يتميّز بإمكانات متطورة تضع معياراً جديداً في مجال رصد الأرض، إذ يوفر دقة في التقاط الصور تفوق سابقيه بمعدل الضعف، وسيكون قادراً على التقاط صور أكثر بـ10 أضعاف من الأقمار الاصطناعية التقليدية، كما ستتم معالجة هذه الصور وتسليمها في أقل من ساعتين، ما يتيح تطبيقات حيوية في مجالات متنوعة، مثل: مراقبة البيئة، والإغاثة من الكوارث وإدارة البنية التحتية، الأمر الذي يساعد صنّاع القرار على اتخاذ إجراءات سريعة وفاعلة، وأفاد المري بأن «محمد بن زايد سات» يوفر دقة غير مسبوقة في تحديد مواقع التصوير، إذ تعزز الكاميرا عالية الدقة وسرعات نقل البيانات المحسنة – التي تتفوق أربع مرات على القدرات الحالية – مكانته كأداة مبتكرة في مجال رصد الأرض.
من جانبه، ذكر عامر الصايغ الغافري أن القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» يُعدّ خطوة مهمة في مجال الابتكار التكنولوجي والهندسة الدقيقة، مشيراً إلى تزويده بأحدث أنظمة التصوير ليقدم بيانات عالية الدقة وبسرعة غير مسبوقة، وليمثّل تقدماً كبيراً في مجال رصد الأرض، ويتيح تطبيقات تدعم مجموعة واسعة من القطاعات، بدءاً من مراقبة البيئة ووصولاً إلى التخطيط الحضري وإدارة الكوارث، وبيّن الغافري أن «محمد بن زايد سات» سينضم بمجرد إطلاقه إلى أسطول الأقمار الاصطناعية النشط لدولة الإمارات، ما يعزز بشكل كبير قدرات مركز محمد بن راشد للفضاء في هذا المجال، ويوفر تبادلاً سريعاً للبيانات على مدار الساعة عبر نظام متقدم، في حين تتمتع حلول التصوير التي يتميّز بها القمر الاصطناعي بتطبيقات متنوعة، تشمل رسم الخرائط ومراقبة البيئة والملاحة وإدارة البنية التحتية والإغاثة في حالات الكوارث. بدورها قالت حصة علي حسين إن «محمد بن زايد سات» أسهم في تعزيز اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات، من خلال إسهام الشركات المحلية في تصنيع 90% من هيكله الميكانيكي ومعظم وحداته الإلكترونية، وذلك عبر التعاون مع شركات إماراتية رائدة، مثل «ستراتا» و«الإمارات العالمية للألمنيوم» و«هالكن» و«فالكون» و«EPI» و«ركفورد زيليركس»، موضحة أن هذه الشراكات لا تعمل على تعزيز قدرات دولة الإمارات في تكنولوجيا الفضاء فحسب، بل تسهم أيضاً في نقل المعرفة والمهارات المتقدمة إلى المواهب الإماراتية، ما يعزز قدرة الدولة التنافسية في مجال استكشاف الفضاء على الساحة العالمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news